تواضع مستوى كرة القدم الرقية لم يمنع من ظهور بعض المواهب التي شقت طريقها، واستطاعت بفضل اجتهادها، وإصرارها على التفوق من الانتقال إلى خارج المحافظة، وإثبات وجودها، واللعب مع أندية الدرجة الأولى، ومن ثم الوصول لمنتخب سوريا ومواصلة العطاء والوفاء لناديه لفترة طويلة من الزمن بتخريج عدد من حراس المرمى من تحت يده.
لمعرفة المزيد عن مسيرة الحارس عبد الكافي نجد أن ذلك كان في عام /1977/ عندما كان عمره تسع سنوات، حيث انتسب إلى المركز التدريبي التابع لنادي “الشباب”، بإشراف المدربين “أسعد أسود”، حسين عبد الخلف، ناجي عبود، وفي عام /1978/ انضم إلى منتخب طلائع الرقة الذي، شارك في البطولة المركزية، وتأهل للمباراة النهائية التي خسرها أمام منتخب “دير الزور”.
ثم بعد ذلك انتسب إلى نادي “الشباب” منذ بداية الثمانينات وتدرج بكافة فئاته حتى وصل فئة الرجال، وكانت نقطة التحول المهمة في مسيرته الكروية في عام /1983/ عندما شارك مع منتخب “الرقة” في بطولة المحافظات التي جرت في “دمشق”، وقدم خلال المباريات مستوى جيد، وبعد انتهاء البطولة تلقى عدة عروض من أندية “الحرية”، و”الجيش”، و”الكرامة”، و”جبلة”، واختار نادي “الكرامة” لأسباب كثيرة.
وفي أول موسم له ساهم مع زملائه اللاعبين في الحصول على بطولة الدوري السوري لفئة الناشئين، وكان ذلك أول مركز يحرزه نادي “الكرامة”، واستمر معه حتى عام /1987/، حيث انتقل إلى نادي “جبلة” برفقة لاعب المنتخب الاولمبي وقتها “محمد نعنوع”، ولقي استقبالاً، وحفاوة بالغة من رئيس النادي وقتها السيد “فواز نصور”، ولعب مع ناديه الجديد ثلاثة مواسم بفئة “الشباب”، ثم ترفع إلى فريق الرجال، وكان مؤهلاً للعب مع الفريق الأول، لكن في تلك الفترة صدر قرار بحل فريق “الجيش”، وتم توزيع لاعبيه على أندية الدرجة الأولى، وكان نصيب نادي “جبلة” اللاعبين الحارس “مالك شكوحي”، و”راغد خليل”، و”هيثم شحاذة”.
وبذلك لعب حارساً احتياطياً لأكثر من موسم، وفي عام /1989/ شارك مع نادي “جبلة” في دورة الصالات المغلقة التي جرت في “حمص”، حيث تاهل إلى المباراة النهائية مع فريق “الكرامة”، وخسر بفارق هدف (5/4)، وتم اختياره أفضل حارس بالدورة من قبل اللجنة المنظمة التي كانت تضم العديد من الشخصيات الكروية أمثال العميد “فاروق بوظو”، والعميد “فيليب الشايب”، “موسى شماس”، وقد شارك في الدورة عدد من نجوم الكرة السورية وقتها “نبيل سباعي”، “عبد النافع حموية”، “روميو اسكندر”، “هيثم شحاذة” ،”عبد الحميد الخطيب”، “زهير الشلبي”.
وفي عام /1990/ تم اتخاذ قرار بإعادة نشاط فريق “الجيش”، وتم استدعاء عدد من لاعبي أندية الدرجة الأولى، وتم اختيار مدينة “حمص” كمركز لمقر النادي بإشراف المدرب “عمر عمر”، حيث لعب مع النادي لمدة موسمين عاد بعدها الفريق إلى الدرجة الأولى، وتم نقل مركز الفريق إلى “دمشق”.
أما عن دعوته للمنتخب الوطني لفئة الناشئين كان أثناء بطولة منتخبات المحافظات التي جرت في “دمشق”، حيث تم انتقاء المنتخب، وشارك في المعسكر التدريبي الذي أقيم لمدة شهر بإشراف المدربين “محمد ختام”، و”إسماعيل فاكوش”، ولعب مع المنتخب الوطني عدداً من المباريات الودية مع المنتخب “اليمني”، والمنتخب الأولمبي.
لكن عند سفر المنتخب للمشاركة في البطولة العربية، تم استبعاده ليحل مكانه ابن مدير المنتخب الوطني وقد أثار ذلك عدد كبير من إشارات الاستفهام في ذلك الوقت، وبعد رحلة استمرت عدة سنوات عاد في عام 1993 إلى ناديه الأم “الشباب” الذي كان يستعد لخوض منافسات الدور النهائي للصعود للدرجة الثانية ونجح النادي بالصعود للدرجة الثانية لأول مرة بعد غياب فترة طويلة واستمر باللعب معه لعدة مواسم لحين اعتزاله.
أما عن مشواره التدريبي فبعد اعتزاله اللعب تفرغ لتدريب حراس المرمى بناديه، حيث تخرج من تحت يده عدد كثير من الحراس، وخلال السنوات الماضية كلف بتدريب حراس المرمى بنادي تشرين لفئة الشباب وحقق معهم بطولة دوري هذه الفئة.
كذلك عمل في مجال التحكيم لعدة سنوات، وقاد العديد من المباريات في دوري الدرجة الأولى لفئة الناشئين، والشباب، وبعد ذلك تم تكليفه في اللجنة الفنية بالرقة، وتم اعتماده مراقباً لمباريات الدوري بمختلف فئاته، ولازل حتى الآن يكلف مراقباً لبعض المباريات في مختلف الفئات.
والجدير بالذكر أن الكابتن عبد الكافي حاج حسين من مواليد الرقة 1968.