لكل السوريين

النقش على القماش.. تراث نسوي لا تزال تحافظ عليه مسنة في الرقة

الرقة/ مطيعة الحبيب 

امرأة على رغم من كبر عمرها إلا إنها تواصل ممارسة هوايتها التي رافقتها منذ طفولتها، فبقدر ما كانت هذه المهنة هواية أضحت مصدر رزق لها، ممزوجة بتراث أصيل يمتد لفترات في الزمن الغابر.

اعادت الحاجة أم محمد من حي المشلب القابع شرقي مدينة الرقة، والتي تبلغ من العمر 80 عاما أن تنقش الزخرفات المتنوعة على الألبسة التراثية، على الرغم من تقدم العمر بها، وتصف عملها هذا بأنه النقطة الفارقة في حياتها، حيث لا تزال تحافظ على التراث الرقّي.

وتقول أم محمد لمراسلتنا، إن “حرفة النقش على الأقمشة حرفة قديمة متوارثا لدينا من القدم، بدأت أتعلم النقش حين كان عمري تسعة سنوات، حيث كنا نجمع بعض نحن فتيات القرية ونساعد بعضنا البعض في تعليم النقش وأخذ آراء البعض في العمل”.

وتضيف “نستخدم في تطريز القماش الذي نخيط منها ملابس المناسبات والأفراح حسب الفصل إن كان صيفا أو شتاء نستخدم إبرة صغيرة ذات رأس مدبب وخيوط مصنوعة من الصوف وقطع من قماش تسمى القنويشا، فائدة هذه القطعة نقوم بوضعها فوق القماشة المراد نقشها وتثبيتها لكي يتم نقش الرسمة وتكون في موضعها المناسب”.

وتتابع “نقوم بشراء هذه اللوازم من المدينة، فعندما يجتمعنا النسوة لذهاب إلى السوق نقوم بتوصيتهم لجلبها كما تعرفون أن العادات والتقاليد قديما كانت لا تسمح للفتيات بالنزول إلى الأسواق، كنا قديما نساعد العروس بتجهيز ونقش ملابسها (الزهاب)”.

وتكمل “كانت كل فتاة ترغب في حضور هذه المناسبة تقوم بنقش فستان لها كي تظهر بزينة عمل يدها التي كنت تأخذ من الوقت ما يقارب الخمسة عشر يوما، عكس يومنا هذا، فالعروس لم تعد بحاجة لهذه الطقوس، حيث كل شيء أصبح جاهزا في الأسواق وعلى حد القول عصر السرعة، هناك معامل وآلات للتطريز والخياطة حتى أنواع الخيوط والأقمشة تطورت”.

وتختم حديثها “كنا قديما أغلب الأقمشة نصنعها من الصوف أو القطن بآلات خشبية بسيطة، أما اليوم الأسواق تعج بالأقمشة منها المستور والمحلي ذات الزخرفة الآلية بألوان زاهية، واليوم وعلى رغم كبري إلا إنني إلى يومنا هذا احتفظ بأول ثوب نقشته بيدي”.