حماة/ جمانة الخالد
قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بعضها بليغة، إثر أربعة انفجارات منفصلة لألغام من مخلفات نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إذ يتصاعد خطر مخلفات الحرب بعد التطورات الميدانية على الأرض وتلاشي خطوط التماس التي تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة بشكل كبير.
ويتصاعد مخاطر الألغام في عموم المناطق التي كانت تتواجد فيها قوات النظام السابق، لا سيما في ريفي حمص وحماة وامتداداً إلى إدلب في شمال غربي سوريا، والمخاطر في ريف حماة التي شهدت معارك خلال سنوات سابقة بقيت تهدد السكان بعد سنوات من خروج جيش النظام.
ومنذ 27 تشرين الثاني حتى 21 كانون الأول وثقت فرق الدفاع المدني السوري مقتل 20 مدنياً بينهم ثمانية أطفال وامرأة، وإصابة 22 مدنياً بينهم 12 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية.
وقال الدفاع المدني السوري إن فرقه “تبذل جهوداً مكثفة للحد من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب التي تركها نظام الأسد السابق وحلفاؤه، كموت مؤجل للسوريين، وحماية المدنيين واستثماراً مستداماً في الإنسانية، إذ توسع نطاق التلوث بشكل كبير بعد المعارك الأخيرة”.
وأضاف أن “تلاشي خطوط التماس أدى لوجود مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والبلدات بمثابة حقول ألغام، تنتشر فيها المخلفات الحربية الخطرة، إضافة لوجود حقول ألغام تنتشر بكثرة خاصة في هذه المناطق”.
وحددت فرق مسح مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري 95 حقلاً ونقطة تنتشر فيها الألغام ومخلفات الحرب، في المناطق المدنية وبالقرب من منازل المدنيين وفي الحقول الزراعية والمرافق، في المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها قوات النظام وحلفائه، في ريفي حماة وحمص.
وعثرت فرق الدفاع المدني على العشرات من حقول الألغام التي تحتوي على الألغام المضادة للآليات والمضادة للأفراد المحرمة دولياً، والتي تسببت حالات انفجارها بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين خلال الأيام السابقة، وباتت تشكّل خطراً يهدد الحياة ويقوض عودة المدنيين لمنازلهم والعمل في مزارعهم بمناطق واسعة شمالي سوريا.
وأشار الدفاع المدني إلى أنه “للتعامل مع هذا الواقع الخطير، كثفت فرق إزالة مخلفات الحرب عملياتها، ونفذت فرق التخلص من الذخائر غير المنفجرة، بين 26 تشرين الأول و16 كانون الأول، 246 عملية تطهير وإزالة، تم خلالها التخلص من 547 ذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى تحديد 95 حقل ألغام ونقاط لوجود الألغام (بما في ذلك الألغام المضادة للدبابات وأخرى للأفراد).
كما قدمت فرق الدفاع المدني، بالتوازي مع هذه الأعمال، 103 جلسة توعية بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي نزحوا منها خلال حرب نظام الأسد وروسيا، كما حددت فرق المسح 38 منطقة خطرة مؤكدة في شمال غربي سوريا.
وأكد الدفاع المدني السوري أن السوريين “يواجهون اليوم إرثاً ثقيلاً من الموت تركه نظام الأسد بسبب مخلفات الحرب المستمرة لأكثر من 13 عاماً، والناتجة عن هجمات متعمدة وممنهجة استهدفت البيئات المدنية، والمرافق الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق والمباني السكنية والأراضي الزراعية”.
وأوضح أن هذه الهجمات “خلفت وراءها عدداً كبيراً من الذخائر غير المنفجرة، وخاصة أنها كانت بأسلحة محرمة دولياً، بما فيها الأسلحة العنقودية، وبسبب زرع قوات النظام السابق والميليشيات الموالية له للألغام بمناطق سورية واسعة، وعدم مشاركة خرائطها ومعرفة توزعها، ما يشكل تهديداً خطيراً طويل الأمد على أرواح السكان وعلى سبل عيشهم”.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، أكد الدفاع المدني أن أعداً كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام ما تزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام السابق وروسيا، وتحويل منازل المدنيين والمرافق العامة في المدن والبلدات لمعسكرات وثكنات لجيشهم وميليشياتهم.
وشدد الدفاع المدني السوري على أن “هذا الخطر الكبير لمخلفات الحرب والألغام استمر على مدى سنوات وما يزال حتى الآن، وستبقى هذه مخلفات الحرب قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة”.