لكل السوريين

تراجع التعليم في ريف حماه.. وأهالي يصفونه بالكارثي

حماة/ جمانة خالد

يشكو أهالي في مدينة سلمية شرقي حماة، من تراجع كبير في العملية التعليمية التي يتلقاها أبناؤهم منذ بداية العام الدراسي الحالي ومن حالة الاكتظاظ الكبيرة في الصفوف التعليمية، مع إهمال الحكومة للجانب التعليمي من بناء مدارس جديدة وحتى تأهيل القديمة.

يصف أبو جميل وهو والد لطفلين أحدهما في الصف الخامس والآخر بالصف الثاني وضع المدارس هذا العام بأنه كارثي موضحا أن الأعوام السابقة شهدت تراجعا كبيرا بالتعليم لكن لم تكن الفوضى موجودة كما هي عليه هذا العام.

حيث يعاني أهالي الطلبة من قلة في الكتب المدرسية، ويقولون إن الكتب لم توزع إلا بعد شهر وجاءت ناقصة ومهترئة، والمعلمون يتغيبون كثيرا، هذا عدا حالة الازدحام الكبيرة التي باتت في الصفوف والتي تصل إلى 55 إلى 60 طالبا خاصة في المدارس الابتدائية.

يقول أبو جميل وهو اسم مستعار لأحد سكان سلمية “يوميا يقضي أبنائي أكثر من نصف وقتهم في باحات المدرسة باللعب بسبب تغيب المعلمين، بينما دفاترهم وكتبهم على حالها، قليل جدا من المعلمين من بات يهتم بالتدريس والغالبية تأتي لتمضية الوقت فقط”.

كذلك يقول صالح الخالد، أن معظم المعلمين بالفعل يتغيبون عن الحصص الدراسية بسبب حالة اليأس التي وصلوا إليها، وأزمة النقل التي تصعّب عليهم الوصول إلى مدارسهم.

ويوضح صالح وهو معلم الذي يحتاج لوسيلتي نقل للوصول إلى مدرسته حيث يضطر للخروج من منزله الساعة 6 صباحا ومعظم الأحيان لا يصل قبل التاسعة رغم أن دوامها في الساعة 7 والنصف، هذا عدا أن تكاليف النقل يذهب بمعظم راتبها.

ووصل قطاع التعليم إلى أسوأ مراحله هذا العام مع بنية تحتية متهالكة، في ظل حاجته مشاريع ترميم وتأهيل للمنشآت في عموم مناطق ومدن حماة، علماً أنه لم تشيّد أي مدرسة جديدة بعد عام 2011 بحسب تأكيد سكان.

ويعتمد أهالي الطلبة على المعاهد الخاصة في دراستهم ويخضعونهم لدورات في معظم المواد في ظل عدم “جدية التعليم” الحكومي وغياب المدرسين المتكرر عن حصصهم.

وفرض تراجع جودة التعليم بشكل واضح الأعوام الأخيرة في المدارس فوارق كبيرة بين طلاب استطاع ذويهم إلحاقهم بمعاهد ودروس خاصة وآخرون لم تستطع إمكانات أهاليهم مساندتهم.

وكانت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) كشفت في آخر تقرير لها حول تعليم الأطفال أن 2.1 مليون طفل سوري يعيشون خارج مقاعد الدراسة في سوريا.