لكل السوريين

عيسى الشريدة الهداف البارع في هز الشباك

عشق كرة القدم وتعلق بها منذ صغره لأنه عاش في كنف أسرة رياضية عريقة تخصصت في ممارسة هذه اللعبة واشتهرت بها لذلك سار على نفس درب أشقائه الذين كانوا متميزين في نادي الفتوة ويشار لهم بالبنان.

وبرزت موهبته بشكل واضح عندما انضم إلى صفوف نادي الفتوه، حيث امتاز بحسه التهديفي داخل منطقة الجزاء نتيجة اختياره الأماكن المناسبة وتميزت أهدافه بمواقف كثيره بالنسبة لناديه، وكان لبعضها دور كبير في إهداء فريقه بطولة الدوري مرة، وأخرى في إنقاذه من الهبوط للدرجة الثانية في أحد المواسم الكروية، إضافة إلى كل تلك المهارات امتلاكه للأخلاق العالية التي كان يتحلى بها مما جعله محبوبا من غالبية الجماهير الكروية التي تشجع ناديه.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الهداف البارع، نجد أن انطلاقته كانت ضمن فرق الأحياء الشعبية بكرة القدم، وفي سن مبكرة، حيث تفتحت عيناه وهو يشاهد في حي الحميدية عدداً من نجوم كرة القدم في دير الزور، ثمّ انتسب إلى نادي الفتوة في  عام 1975، وانضم له وشارك معه في أول دوري لفئة الأشبال للأندية السورية، ثمّ تدرج في كل الفئات العمرية حتى شارك مع فريق الرجال لمدة 8 سنوات متتالية، و خلال تلك الفترة مثل فرق ومنتخبات “دير الزور” المدرسية والأهلية على اختلاف مراحلها وبلغت مرحلة مشاركاته مع نادي الفتوة أكثر من 14 عاما بمختلف فئاته.

ولم يبتعد عن ناديه الأم رغم المغريات الكبيرة التي قدمت له من معظم الأندية السورية التي كانت بحاجة ماسة لوجوده بين صفوف فرقها كهداف بارع يجيد تسجيل الأهداف بحرفة وذكاء في الأوقات الصعبة، كذلك يعرف عنه وفائه لناديه فقد ضحى كثيرا من أجله حتى أنه قصر في دراسته وأضاع عليه فرصة الحصول على الدكتوراة في اختصاصه كمهندس زراعي نتيجة التزامه بالتدريب مع ناديه اثناء مباريات الدوري، كذلك تعرض للإصابة وأجرى عمليتين جراحيتين في الركبة لايزال يعاني من آثار ها حتى بعد اعتزاله اللعب وكل ذلك نتيجة غيرته ومحبته لناديه وجمهوره الوفي الذي كان يحترمه ويقدر جهوده كثيرا في المباريات.

وكانت أبرز الانتصارات التي حققتْها الفرقُ التي لعب لها في عام 1976 أحراز فريق ناشئين نادي الفتوة المركز الثاني في تجمع هذه الفئه الذي جرى في حلب و”دير الزور”، وسجل معظم أهداف ناديه.

وفي عام 1979 كان من ضمن أفراد الفريق الذي أحرز بطولة “سورية” لفئة الناشئين أيضاً، وهذه أول بطولة رسمية يحققها نادي “الفتوة” بتاريخه، حيث سجل هدفاً بالمباراة النهائية، وصنع الهدف الثاني، وفي عام 1982 عندما كان يشرف على تدريب فريق الفتوه المدرب “حامد ويس الذي تأخر في إشراكه في المباراة التي كانت نادي “الكرامة”، وفور نزوله لأرض الملعب تمكن من تسجيل أول أهداف المباراة.

كذلك أحرز أهدافاً كثيرة في مباريات صعبة، منها على أندية “تشرين”، “الحرية” و”الاتحاد”، ومن أهم الأهداف التي سجلها كان على فريق “بتروليم” الروماني الذي زار “سوريا” في منتصف الثمانينيات، عندما قام بجولة على كافة المحافظات، ولعب عدة مباريات، فاز بها على معظم الأندية السورية بنتائج كبيرة، لكن نادي “الفتوة” وقتها نجح بفرملة انتصاراته وفرض عليه التعادل في مباراة كانت جميلة، حيث سجل هدفاً وساهم في صناعة الهدف الثاني.

كما كان من ضمن أفراد الفريق الذي شارك في دورة الفاتح في ليبيا عام 1984، حيث حقق وقتها الفتوة نتائج جيدة، وعندما تعادل مع بطل المغرب الوداد وخسر بصعوبة بهدف مع الأهلي الليبي الذي وصل إلى المباراة النهائية لكأس الكؤوس الأفريقية مع الأهلي القاهري.

ولهُ مساهمة فعالة بعودة ناديه إلى الدرجة الأولى في موسم 1984 بعد أن تم تهبيطه بقرار ظالم نتيجة بعض الأحداث التي جرت في إحدى مباريات الدوري، وقد أحرز هدف الفوز في مرمى نادي الجماهير من حماة في التجمع النهائي الذي أقيم في دمشق.

وشارك مع الفريق الذي أحرز المركز الثاني في مسابقة كاس الجمهورية في موسم 1985، كذلك أنقذ نادي الفتوة في موسم 1987 من هزيمة محققة عندما كان خاسرا بهدف أمام نادي اليرموك وفور نزوله إلى أرض الملعب ساهم في تعديل النتيجة إلى فوز كاسح بخمسة أهداف مقابل هدف واحد  بعد أن سجل منها 4 أهداف في الدقائق الأخيرة.

أما أجمل المباريات التي لعبها كانت أمام نادي فيلكا الروماني 1982، وانتهت بالتعادل بهدف لهدف، كذلك لعب مباراة جميلة في تلك الفترة عندما شارك في الشوط الثاني في المباراة التي جرت مع بتروليوم الروماني في عام  1983.

وخلال مسيرته الكروية الطويلة حدثت معه بعض الطرائف، ومنها عندما كان يلعب نادي الفتوه  مع نادي “تشرين” في ملعب نادي “جبلة”، وقتها لم يكن الملعب مسوّراً، والجمهور كان يقف على خطوط الملعب؛ انفرد بالمرمى بعدما  راوغ حارس نادي تشرين “السنكري”، وعندما واجه المرمى فوجئ بنزول أحد الجمهور ووقوفه بالمرمى، فقام بمرواغته أيضاً ووضع الكرة في الشباك وسط تصفيق الجمهور الذي أعجب بهذه اللقطة الجميلة.

وعن هذا النجم الكروي يبدي الإعلامي “زياد رداوي” عضو إدارة نادي “الفتوة” السابق، رأيه بالقول تجتمع  في شخصه صفات كثيرة، منها السيرة الحسنة، والفن في اللعب والتهديف والثقافة العالية، وكان من أبرز المهاجمين الذين مروا على كرة نادي “الفتوة”، وقد لفت الأنظار منذ صغره عندما مثّل النادي بفئة الأشبال، وكانت له مساهمةٌ فعالةٌ في الحصول على أول لقب لناديه بفئة الناشئين، بعدها رُشِح لتمثيل منتخب “سوريا” عن هذه الفئة، ونتيجة لتميزه نال ثقة المدرب “حامد ويس” الذي أشركه بفئة الرجال، وأثبت كفاءة عالية، كما يحفل سجله بالمساهمة في تسجيل أهداف مؤثرة في مرمى أندية “تشربن”، و”الكرامة”، و”الاتحاد”، وفي المشاركة بتحقيق نتائج كبيرة لنادي “الفتوة”، ومنها الفوز بأول لقب في بطولة كأس الجمهورية».

يذكر أن الكابتن “عيسى شريدة” من مواليد “دير الزور” 1962، يحمل شهادة الهندسة الزراعية.