لكل السوريين

ارتفاع الأسعار وزيادة التقنين يمنع عائلات في حمص من المؤونة الشتوية

تضاعفت أسعار معظم المواد الغذائية من خضراوات وألبان وزيوت خلال الأشهر الماضية، في وقت لا تتجاوز فيه أجرة العامل 30 ألف ليرة أي نحو دولارين لليوم الواحد.

دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وضعف الحالة المادية كثيرًا من المواطنين في حمص إلى العزوف عن تحضير مؤونة الشتاء رغم اقتراب الفصل.

حيث أن أسعار مواد المؤونة تضاعفت في العام الحالي، مثل “المكدوس” الذي يباع بسعر 40 ألف ليرة سورية للكيلوغرام، وكيلو الجبن وصل إلى 63 ألف ليرة.

ما دفع الكثير من العائلات إلى التخلي عن شراء مواد أو تحضير المؤونة، التي كانت جزءًا من الثقافة الشعبية في المنطقة، كما في عموم سوريا.

وعادة ما تحضر العوائل الكشك والمدوس في هذا الوقت من العام لكن هذا العام اضطرهم إلى خفض الكمية إلى النصف أو إلغائها بشكل تام.

إذ ارتفعت أسعار اللبن الذي يعد أحد المكونات الرئيسة لـ”الكشك”، والجوز والزيت والباذنجان (المكونات الأساسية للمكدوس)، ارتفعت بنسبة 80% عن العام الماضي.

ودفع ارتفاع أسعار الخضراوات المستخدمة في إعداد المؤونة الشتوية بعض الأهالي إلى التخلي عنها، وأدى إلى تراجع حركة البيع والشراء، إذ وصل سعر كيلو الباذنجان البلدي إلى 7000 ليرة سورية، بينما سعر كيلو الفليفلة الحمراء وصل إلى 9000 ليرة.

ويباع كيلو زيت الزيتون بـ41 ألف ليرة سورية وكيلو الجوز المحلي بـ90 ألف ليرة، لذا انخفض عدد الأهالي ممن يحضرون المؤونة، بسبب ضعف القدرة الشرائية لديهم مع الهبوط المستمر لليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، ويعادل كل دولار أمريكي 14400 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.

كذلك جرت العادة السورية في كل المحافظات دون أي استثناء أن يكون هناك وقت في السنة (في الصيف) يُقال له وقت (المونة) أي المؤن، فالسوريون ولأن طعامهم يشمل كل أنواع الخضار التي قد لا تتوفر في الشتاء، وجدوا أنه من الواجب أن يحتفظوا أنواعاً من الطعام بمختلف الأشكال والطرق، لتكون ذخيرة يستعينون بها في أيام الشتاء وقلة المواد الغذائية.

وتعلّمت النساء وخاصة في ريف حمص طريقة تجفيف المؤونة، أو ما يعرف محلياً باسم “التيبيس”، من والداتهن وجداتهن، وبالرغم من أن الكهرباء في ذلك الوقت كانت متوفرةً 24 ساعةً يومياً، ولكن حالياً الوضع اختلف بشكل كبير، فالكهرباء تأتي نصف ساعة مقابل ست ساعات قطع، وهو ما دفع بكثيرات من السيدات في ريف المدينة إلى الاعتماد على تجفيف المواد.

ولا تعتمد الحكومة برنامجاً ثابتاً في تقنين الكهرباء، ولكن ساعات التغذية تقلّ أكثر خلال فصلي الصيف والشتاء، وتحتاج المؤونة إلى التبريد ضمن الثلاجات بكهرباء متواصلة حتى لا تتلف، ولكن برنامج التقنين الجائر، جعل خيار التجفيف هو الحل المناسب عوضاً عن تفريزها في الثلاجات.