لكل السوريين

كييف قلقة من تقليص الدعم الأميركي.. وزيلينسكي يسعى لتعويضه من أوروبا

تتزايد مخاوف كييف من تراجع حجم دعمها بالسلاح والمساعدة المالية، بما ينعكس سلباً على قدرتها في التصدي للغزو الروسي، وتخشى تناقص الدعم الأميركي الذي سيشهد على الأرجح تغييرات كبيرة بسبب دعم الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على غزة.

وكانت عملية طوفان الأقصى قد أحدثت تغييرات كبيرة في خطط واشنطن، تبلورت بسرعة تخصيص الأموال والأسلحة لدعم إسرائيل، وسرعة وصول قطع من البحرية الأميركية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

كما تشعر أوكرانيا بالقلق من تركيز الدعم الغربي عموماً على إسرائيل، في ظل القتال المرشح للتوسع في الشرق الأوسط.

وبعد أيام على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، قام الرئيس الأوكراني بزيارة مفاجئة إلى مقر حلف الشمال الأطلسي في بروكسل، وطالب بالحفاظ على تدفق الأسلحة إلى بلاده.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، قال زيلينسكي “الجميع خائفون من أن المساعدة الغربية سوف تتضاءل مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة”.

في حين ذكرت مجلّة فورين بوليسي الأميركية، أن الدول الأوروبية تشعر بالقلق بسبب “عدم قدرتها على إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل بعد استنزاف احتياطاتها نتيجة دعم أوكرانيا”.

رسالة سياسية

يحاول الرئيس الأوكراني زيلينسكي إعادة الزخم إلى الصراع المحتدم بين بلاده وموسكو، حيث أجرى عدة اتصالات مع زعماء أوروبا لبحث سبل الدعم العسكري الذي بدأ يتراجع نتيجة الحرب على غزة.

وتزامَن ذلك مع توجيه كييف ضربة لمنظومة الدفاع الجوي الروسي في شبه جزيرة القرم، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رد على رسالة أميركية تفيد بأنه حان الوقت لتصبح كييف أكثر اكتفاء ذاتياً في إنتاج الأسلحة والذخيرة.

وفي ظل تراجع الإمدادات وتزايد الاحتياجات الأوكرانية للسلاح في حربها مع روسيا، تشير الرسالة السياسية من وراء هذه الضربة إلى أنه لا مفاوضات مع روسيا، والحرب مستمرّة،

ويرى المتابعون للحرب الروسية الأوكرانية، أن الرئيس زيلينسكي، يحاول من خلال ضربة القرم لفت نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية إليهما مرة أخرى بعد أن تزايدت الاهتمامات بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وتحول معظم الدعم الغربي المقرّر لكييف صوب تل أبيب دون اهتمام واسع بحرب أوكرانيا كما كانت الأمور قبل طوفان الأقصى.

تقليص الدعم

نقلت صحيفة فايننشال تايمز الأميركية عن مصادر في البنتاغون قولها إنها “اضطرت لتقليص الدعم المقدم لأوكرانيا بعد استنفاد 95% من الأموال المخصصة لذلك”.

وتحدثت عدة تقارير عن تراجع المخزونات الاستراتيجية للسلاح لدى الدول الغربية نتيجة دعم أوكرانيا، وبسبب مخاوف هذه الدول من توسع الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية، قلّصت دعم الجيش الأوكراني الذي بات في حاجة ماسّة إلى قذائف المدفعية والدبابات لمواجهة الجيش الروسي، لذا يحاول القادة الأوكرانيون بكل الوسائل، دفع الغرب لمعاودة ضخ الدعم اللامحدود إلى بلادهم لضمان استمرار عملياتهم العسكرية.

وبدوره ركّز الرئيس الأوكراني على أن دعم بوتين للفلسطينيين في مواجهة قوى الغرب بزعامة الولايات المتحدة، يجب التصدي له عن طريق زيادة الدعم لأوكرانيا، في محاولة للضغط على أميركا المنهمكة في دعم حليفتها الأولى إسرائيل، ودفعها إلى معاودة دعم كييف بصورة مكثّفة، حيث يدرك زيلينسكي أن تحويل أولويات الدعم صوب تل أبيب، سيدفع إلى الانغماس في هذه الحرب، ويحرم بلاده من زخم الدعم الأميركي والغربي، ولذلك يروّج لضربة القرم إعلامياً ليلفت انتباه الغرب إلى ضرورة استمرار الدعم اللامحدود لبلاده.

الدعم مرشح للتراجع

قالت صحيفة واشنطن بوست “إن أوكرانيا تعاني من نفاد المال والوقت، في وقت تراجع فيه اهتمام الكونغرس بتمويل حربها ضد القوات الروسية إلى أقل مستوى من أي وقت مضى”،

وأشارت إلى أن “المنافسة المتزايدة مع إسرائيل تدق ناقوس الخطر حول استمرار المساعدات الأميركية لحليفها الأوروبي المحاصر”.

وأكدت الصحيفة أن الديمقراطيين والجمهوريين قد ألمحوا إلى هذا الاحتمال في الأيام الأخيرة،

ولفتت إلى أن شهية المشرعين الجمهوريين لتقديم المزيد من المساعدة لأوكرانيا ظلت تتراجع لأشهر عدة، حتى قبل أن يخفق هجوم أوكرانيا الصيفي في تحقيق أي اختراقات مهمة.

ونقلت عن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قوله “إن قدرة الولايات المتحدة على التمويل الكامل لاحتياجات أوكرانيا تصبح أصعب فأصعب مع مرور كل أسبوع، كما نسبت إليه قوله للصحفيين “النافذة تغلق”.

ومن جانب آخر، أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة انخفاضاً ملموساً في الدعم الشعبي الأميركي الذي كان قويا ذات يوم.