لكل السوريين

في حمص.. ارتفاع أسعار الحلويات منع عائلات كثيرة من شراء حاجيات العيد

حمص/ بسام الحمد 

ذهب محمد لشراء حاجيات العيد لأطفاله بعد إلحاح منهم، لتجهيزهم وشراء الألبسة والحلويات لبيتهم، إلّا أنه عاد خالي الوفاض بعد مشوار نص يوم في السوق ولم يجد الرجل ما يشتريه، بسبب ارتفاع الأسعار وقلة القدرة الشرائية لغالبية المواطنين.

على الرغم من الازدحام الكبير في أسواق مدينة حمص، إلّا أن الأيدي الخاوية من أكياس الثياب والحلويات كانت أكبر شاهد على الركود المستفحل في الأسواق السورية قبيل العيد.

وأصبحت محلات الحلويات والألبسة فقط “للفرجة”، وشكلت بسطات الألبسة والأحذية ملاذاً لعدد قليل من متوسطي الدخل المضطرين لشراء شيء جديد لأطفالهم، بينما كان لطبقة الفقراء خيار وحيد بعدم ارتياد الأسواق في العيد وتصنيفه كباقي أيام السنة.

واتجه الكثير من الأهالي لسوق البالة وصناعة الحلويات في المنازل لمن “يستطع إليها سبيلاً”، حيث أنها هي الأخرى لا تقل صعوبة تأمين موادها عن الحلويات الجاهزة وخاصة مع ارتفاع أسعار الزيت والسكر والسمنة وندرتها.

معظم المواطنين في حمص ابتعد عن التفكير بصناعتها في المنزل وبشكل قاطع، واتجه الكثير من المواطنين لسوق البالة لتجهيز عوائلهم من ألبسة العيد واختصر الكثير من المواطنين حاجياتهم لما هو أساسي، بسبب سوء الوضع المعيشي لغالبية السكان.

ويحمّل المواطنين مسؤولية ارتفاع أسعار حاجيات العيد للتجّار، إلا أنهم (أي التجار) يلقون اللوم على الجهات المعنية التي لا زالت برأيهم تتخبط في قراراتها وغير قادرة على إيجاد حل متوازن لضبط الأسعار بدءاً من أسعار المواد الداخلة في الإنتاج وصولاً إلى سعر المنتج النهائي.

إذ يرى التجار أن حالة الركود في الأسواق تنعكس عليهم سلباً أيضاً طالما يعاني المواطن من ضعف القوة الشرائية واستحالة شراء كسوة العيد لأسرته المكونة في أضعف الحالات من خمس أشخاص.

وبينما نسي معظم المواطنون طعم الحلويات الجاهزة منذ سنوات مضت رافعين شعار مقاطعة شراءها والتي باتت هي الأخرى من الرفاهيات والكماليات التي لا يحتاج لها المواطن، نجد أن شريحة قليلة وصلت إلى 20% لا زالت تتوجه إلى أفخم محال الحلويات لشرائها مهما بلغت تكلفتها.

وتتجاهل الجهات المسؤولة لمعاناة أصحاب هذه الصناعة وعدم سعيهم لتوفير مستلزمات إنتاجها من غاز ومحروقات وتركهم عُرضة لتحكم تجار السوق السوداء بهم وبتسعيرة الغاز والمازوت لديهم، لنجد أن اختلاف سعر الحلويات خلال الأشهر الماضية ترافق مع تسعيرة هذه المواد في السوق السوداء، ما دفع الكثيرين لشراء الحلويات “بالقطعة” لأطفالهم كباقي الخضار والفواكه التي باتت بعيدة عن المنال.

ويطالب المواطنين في حمص أن تكون أجهزة الرقابة حاضرة لمراقبة أسواق العيد وفرض أسعار شعبية تناسب أصحاب الدخل المحدود الذين بات العيد عندهم يمر كالحلم الوردي يتذكرون من خلاله الأيام الخوالي، عندما كان العيد مناسبة لشراء أفخر وأطيب أنواع الحلويات وأحدث موديلات الألبسة وإعطاء العيدية بسخاء لأطفالهم ليعيشوا أجمل اللحظات.