دمشق/ مرجانة إسماعيل
مع انخفاض وتيرة الحرب، يستقبل السوريون عيد الفطر على وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تعصف بالبلاد، ورغم ازدحام المارة في أسواق حمص ودمشق، فإن حركة البيع والشراء لم تكن كما كانت قبل الحرب، إذ أوضح شاب سوري يملك متجراً صغيراً للألبسة في سوق الحميدية بدمشق أن “أغلب الناس الذين يترددون إلى متجري لا يقومون بشراء أي قطعة من الملابس، بل يكتفي معظمهم بمعاينة البضاعة فقط من دون أن شراء شيء”.
وأضاف أن “غلاء الأسعار هو ما يمنع الناس من شراء الملابس”، مشدداً على أن “شراء الملابس لطفل واحد بات يكلف ما يتراوح بين 600 إلى 800 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 44 – 60 دولارا أميركيا”.
ومع اقتراب عيد الفطر شهدت محال الألبسة تراجعاً كبيراً في حركة البيع والشراء بسبب توقف العديد من المعامل وتذبذب سعر صرف الليرة السورية بالإضافة لانتشار البسطات بشكل كثيف في دمشق وريفها.
وأفاد عدد من أصحاب محال الألبسة بوجود ركود في حركة البيع مقارنة بالعام الماضي، وقال صاحب محل في شارع الحمرا: “إن حركة البيع والشراء هذا العام سيئة جداً لعوامل عدة أهمها عدم تواجد السيولة لدى المواطنين فأغلبهم يتجهون لشراء الأغذية فقط معتبرين الألبسة من الكماليات في ظل الظروف الاقتصادية التي يعانون منها” بحسب قوله.
وأضاف أن السبب الثاني هو إيقاف عدد من المعامل عن الإنتاج بسبب الضغوط الأخيرة مثل انقطاع الكهرباء وتوقف استيراد مواد مثل الخيوط والقماش، بالإضافة لتوقف كثير من العمال عن العمل بسبب غلاء أجور النقل.
وعن سعر صرف الليرة السورية، هناك حالة عدم استقرار سعر الصرف بالنسبة للتجار، إضافة إلى ركود حركة البيع في المحال وعدم استجرارهم للبضائع خوفًا من هبوط الدولار بشكل مفاجئ، مما تسبب في خسائر كبيرة للمعامل، واضطرها إلى تسريح نصف العمال لعدم القدرة على تغطية النفقات.
ولا يستطيع العديد من الأهالي شراء احتياجات أطفالهم من الألبسة الجاهزة حتى الآن بسبب ضعف قدرتها الشرائية، ثم إنه لم يعد يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية لأسبوع واحد، لذا يتجه كثيرون للشراء من البسطات بدلا من المحال بسبب الفارق الكبير في الأسعار.
ولوحظ ضعف كبير في حركة الشراء والبيع في المحال لتجارية، إضافة إلى فجوة كبيرة بين الأسعار في المحال وعلى البسطات، حيث تراوح سعر الطقم الولادي بين 200 و450 ألف ليرة، والبنطال الجينز بين 150 و400 ألف ليرة، والقميص بين 150 و200 ألف ليرة، والبيجامة بين 225 و450 ألف ليرة، في حين تباع القطعة على البسطات بأسعار تتراوح بين 25 و50 ألف ليرة، حسب جودتها.