لكل السوريين

انتشار القمل والأمراض المعدية في مدارس مصياف، والصحة المدرسية غائبة

حماة/ جمانة خالد 


شهدت مدارس مصياف وريفها انتشار بشكل واضح للقمل وتتكاثر حالات الإصابة بالأمراض المعدية بين الطلاب كالجدري والجرب وكلها أمراض ناجمة عن قلة النظافة والاحتكاك المباشر بين الطلاب في بيئة غير صحية فيما يتخوف الأهالي على صحة أولادهم في ظل إهمال الحالة الصحية والنظافة في كثير من المدارس التي لم تصلها خدمات دائرة الصحة المدرسية.
انعدام الاهتمام و نقص وسائل الوقاية انعكس على صحة الطلاب والحالة المزرية للوضع الصحي لبعض المدارس ومنها “مدرسة البياض” التي اضطر كادرها التدريسي والإداري للقيام بمهمة الصحة المدرسية متابعين نظافة المدرسة وسلامة الطلاب بأنفسهم لأن المدرسة التي لا تبعد عن مصياف مسافة 3 كم تبعد كثيراً عن دائرة اهتمام الصحة المدرسية التي نسيت أيضاً وجود مدرسة “حوير التركمان” حيث لم تشهد المدرسة زيارة واحدة من مشرف صحي حسب قول مديرها الذي يحاول متابعة الوضع الصحي بالإمكانيات المتاحة فيما يعجز عن مشاكل أخرى كانقطاع المياه لـ 4أو 5 أيام والاضطرار لشراء الصهاريج لتنظيف دورة المياه الوحيدة التي يستخدمها 300 طالب.
و في ظل هذا الوضع الكارثي من الطبيعي أن تنتشر الأمراض وعدوى “القمل” و” الجرب” و“الجدري” وغيرها من الأمراض التي يسببها غياب النظافة العامة و نظافة المدارس.
رئيس دائرة الصحة المدرسية في مصياف “موسى حسن” يقول: «من المستحيل أن نكون قادرين على تغطية منطقة مصياف ريفهاً ومدينةً بالكامل فعدد المثقفات الصحيات لا يتجاوز سبعة؛ لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد متابعة لا بل إنه يوجد تعاون و تنسيق مع المنطقة الصحية لتغطية و زيارة جميع المدارس و متابعة و تفقد كل ما يتعلق بالصحة العامة للطلاب و نظافة المدرسة».
و برر الوضع المتردي لبعض المدارس بقوله: «لا ننكر أنه توجد معاناة حقيقية في بعض المدارس في ما يتعلق بقلة المياه وتلوثها أحياناً والتي تعد سبباً حقيقياً لانتشار الأمراض أو وجود أعطال في خطوط الصرف الصحي وهنا لا يمكننا القيام بفعل أي شيء سوى التواصل مع الجهات المعنية لمعالجة الخلل الذي يتم تداركه، ولكن قد يأخذ الأمر وقتا طويلا أي مهمتنا تقتصر على الكشف وإعلام المعنيين في هذه الحالات».
و لم يوضّح من هي الجهات المعنية إن كانت الصحة المدرسية مهمتها إعلامية ناقلة للمشكلة فقط دون حلها.
و تابع “حسن “في تبريره معزياً انتشار القمل إلى غياب النظافة الشخصية للطلاب و سلوكيات الأهل الخاطئة!، مبيّناً أن الدائرة قامت بتوزيع 108علب من الأدوية البخاخات و ستقوم لاحقاً بتوزيع دفعة ثانية من 54 علبة!
يبدو أن التوزيع تم في المدارس المحظوظة التي حظيت بالاهتمام الصحي كمدرسة ” أبي ذر الغفاري” التي قال مديرها: «عقمنا الخزّانات ونظّفنا المدرسة بشكل كامل منذ بداية العام وتوجد متابعة يومية من قبل المعلمين والمعلمات إضافة إلى الزيارات المستمرة من قبل المشرفين الصحيين بما فيهم رئيس دائرة الصحة المدرسية».
تبقى الأوضاع الصحية في مدارس مصياف جيدة في بعض المدارس وسيئة في المدارس المنسية دون سبب واضح حيث تنتشر الأمراض المعدية بين الطلاب دون خطوات واضحة لإصلاح الوضع الحالي.