لكل السوريين

الانقطاع المتكرر بالإنترنت يؤرق سكان حلب

حلب/ خالد الحسين

“الحلول البديلة عن انقطاع شبكة الإنترنت في حلب كثيرة ولكنها غير متاحة في الوقت الحالي وذلك بسبب انشغال السلطة الحالية بأمور أكبر” هذا ما قاله رائد متهكماً على قطاع الاتصالات في مدينة حلب.

“انقطاع الإنترنت يعزلنا عن العالم الخارجي” و بهذه الكلمات عبّر محمد عبد الرحمن من سكان حي السكري بحلب، عن استيائه من التغطية السيئة لشبكة الإنترنت بعد أن قطعت شركتا “سيرتيل” و”إم تي إن” الاتصالات عن معظم أحياء حلب، في وقت أشدّ ما تكون فيه الحاجة لها.

قبل سيطرة السلطة الجديدة على مدينة حلب، في 29 تشرين الثاني 2024، كان سكان المدينة يحصلون على خدمة الإنترنت عبر باقات شهرية ضمن خطوط “سيريتل” و”إم تي إن”، أو عن طريق خطوط DSL عبر الشركة السورية للاتصالات التابعة للنظام.

لكن، ومنذ بداية شهر كانون الأول الحالي توقفت شبكات الاتصال والإنترنت عبر خطوط “سيريتل” و”إم تي إن” عن معظم أحياء مدينة حلب، بعد أن أوقفت الشركتان تفعيل الأبراج التابعة لهما.

يقول محمد إن لديه خط “سيريتل سبيد طلابي” يقوم بتسديد فاتورته شهرياً، لكن شبكة الإنترنت أصبحت بطيئة جداً، وبالكاد يمكن للمستخدم إرسال رسائل مكتوبة وأحياناً صوتية، بينما يتعذر إجراء المكالمات أو القيام بعمليات تحميل ورفع البيانات.

وأضاف “سئمت من ضعف الإنترنت فطوال الوقت وأنا أقوم بإطفاء الهاتف أو شبكة البيانات وإعادة تشغيلها على أمل أن يتحسن الإنترنت لكن بلا فائدة، وأصبح تواصلي مع أخوتي الموجودين في ألمانيا يقتصر على الرسائل المكتوبة”.

كذلك تراجعت سرعة الإنترنت في خطوط “DSL”، لكنها كانت أفضل نسبياً من خطوط “سيرتيل” وإم تي إن”، تقول أم راتب، إن هذه الخطوط ترتبط بوجود الكهرباء، وفي حال انقطعت فلن نتمكن من استخدامها، كذلك شهدت تراجعاً في سرعتها، واقتصار خدمتها على الرسائل، وفي أفضل الأحوال اتصال متقطع.

وعبّرت السيدة عن خوفها من قطع النظام لخدمة DSL أيضاً خلال الفترة القادمة، أسوة بشركتي مزود الانترنت في المدينة، ووصفت ذلك بأنه “مشكلة كبيرة”، فالاتصالات، بحسب وصفها، هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يحدث في المنطقة، ومتابعة التعليمات الواردة، مثل بلاغات حظر التجوّل وأماكن وجود الخدمات، والاطمئنان على أبنائها في المدينة وخارجها، والأهم من ذلك، التواصل مع المؤسسات الخدمية مثل الإسعاف على سبيل المثال في حال وجود أي طارئ.

يقول عباس راضي وهو مخبري من سكان حي الحمدانية بحلب، إن انقطاع الإنترنت خلق مشكلة كبيرة حول تواصله بالمرضى الذين يراجعون مخبره، “بمجرد أن بحثت عن نقطة انترنت في المكان ووصلت إليها وصلتني عشرات الرسائل لأشخاص يسألون عن نتائج فحوصاتهم أو إن كان المخبر قيد العمل، وتعذّر علي الردّ على معظمها”. ويضيف “لم تعد خدمة الإنترنت رفاهية، بات معظم عملنا يعتمد عليها، وفي ظل المعارك والقلق الذي يعيشه السكان بات وجود هذه الخدمة أكثر إلحاحاً”.

خدمات كثيرة ملحّة على جدول احتياجات السكان في حلب، الماء، الكهرباء، الخبز، الوقود، لكن يبقى الإنترنت حاجة إسعافية ترتبط بكل الخدمات الأخرى، أملاً في إيجاد حلول تساعدهم على الاستمرار.