لكل السوريين

بجهودٍ فردية.. أهالي حلب يعيدون بناء منازلهم

حلب/ خالد الحسين

يتحسر عبد السلام منصور (٥٥عام) وهو من أهالي حي الهلك في حلب على منزله الطابقي الذي تساوى مع الأرض نتيجة الحرب التي دارت رحاها في الحي وهو قد أنهى منذ بضعة أسابيع بناء الطابق الأرضي بفضل مساعدة من أخوته المغتربين خارج البلاد.

ويطالب منصور بالدعم الحكومي للأشخاص المتضررين من الحرب وتقديم التسهيلات اللازمة لهم.

هذا و يحضر محمد ريحانة (36 عام)، وهو أحد سكان مدينة حلب شمالي سوريا، لنقل أثاث بيته من منزله المستأجر في حي الميدان إلى منزله في حي الهلك، بعد أن انتهى من إعادة ترميمه قبل أيام.

ومطلع العام 2012، ترك الرجل منزله إثر تصاعد الأحداث واشتداد المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي فصائل المعارضة.

وتحول الحي آنذاك لخط جبهة بين المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة وأخرى خاضعة لحكومة دمشق، وطال الدمار كبير الأبنية السكنية والبنى التحتية.

ونهاية العام 2016، عندما استعادت القوات الحكومية السيطرة على الحي، رجع “ريحانة” للحي ليتفقد منزله، “فكان مشهد الدمار صادماً، والركام يملأ الشوارع.”

ومنذ العام الماضي، بدأ الرجل بترميم منزله أسوة بغيره من السكان الذين فضلوا العودة إلى مساكنهم بين الركام، رغم الضرر الذي لحق بها بدلاً من دفع إيجارات مرتفعة في أحياء حلب الغربية.

وبحسب “ريحانة”، فإن “عمليات الترميم والإصلاح  برمتها تتم بجهود السكان وعلى نفقتهم، بما في ذلك إزالة الأنقاض والركام.”

بينما اقتصر الأداء الحكومي على تخصيص بضع حاويات للنظافة وإزالة بعض الأنقاض من الشوارع الرئيسة سابقاً.

وقال عبد السميع خستناني (48 عاماً)، وهو من سكان الهلك، إن “الحي من أكبر أحياء حلب، ويعتبر بوابة المدينة من الجهة الشمالية الشرقية.”

وأضاف أن الخدمات الحكومية غائبة، “رغم عودة اكثر من ٦٥% من السكان، وعودة المحال التجارية والورش للعمل.”

و يضم الحي الكثير من الورش الصناعية، بينها ورش نسيج وأخرى لصناعة الأحذية، إلى جانب محال صناعية لصيانة السيارات.

ويحتاج الحي لصيانة للطرقات وإعادة تأهيل لشبكات الهاتف والمياه، ولا يغطي الفرن الوحيد العامل فيه سوى حاجة 10٪من العائلات، بحسب سكان.

وتغيب الكهرباء عن الحي بشكلٍ كامل، إضافة لتراكم الأنقاض والركام والأبنية المتهالكة “التي لاتزال شاهدة على الحرب والتقصير الحكومي.”