لكل السوريين

الخبز السياحي والصمون… رفاهية لا يطالها الفقير

حمص/ نور الحسين

طوابير الانتظار.. أصبحت السمة الأساسية لأفران الخبز الاحتياطية والتي تشهد ازدحاماً خانقاً، في حين تغيب مادة الطحين عن معظم باقي الأفران، مما جعل المواطنين يلجؤون إلى الخبز السياحي أو حتى السمون.

فأزمة الخبز المدعوم وانتظار المستهلك ساعات للحصول عليه أدت إلى رفع أسعار باقي أنواع الخبز إذ بلغ سعر ربطة الخبز السياحي من الحجم الكبير 1800 ليرة فأصبح بذلك سعر الرغيف قرابة 250 ليرة، ليوازي بذلك سعر الرغيف الواحد سعر ربطتين ونصف الربطة تقريباً من الخبز المدعوم، وليرتفع أيضاً سعر كيلو خبز الصمون ليصل إلى سعر ألفي ليرة.

ولم تعد الأفران السياحية في مدينة حمص تشهد ذاك الإقبال من قبل المواطنين والذي كانت تشهده في أعوام سابقة والسبب لم يعد خافيا ًعلى أحد، فرغم الأزمة التي تشهدها المدينة بين الفنية والأخرى بالنسبة لكميات الخبز المدعوم وتأرجحها ما بين قلة الكمية وسوء صناعة الرغيف إلا أن هذا لم يشفع للأفران السياحية لزيادة الطلب على منتجاتها ومنذ فترة وهذه الأفران تمر بحالة ركود والسبب الأساسي لم يعد خافيا هو الغلاء الفاحش في الأسعار.

صاحب فرن في حي الإطفائية في المدينة قال: “أصبحت الحركة الشرائية للمواطنين قليلة جدا ً وأحيانا ً تمر الساعات دون أن يطرق باب المحل أي زبون وذلك لضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين والغلاء المستمر الذي جعل الكثير منهم وخاصة أصحاب الدخل المحدود يعزفون عن شراء ما أصبح يعتبر لديهم رفاهية وتمر فترات نضطر خلالها لإغلاق الفرن عدة أيام، ولكن لا نستطيع إغلاقه نهائيا ً فلدينا أيد عاملة تعيل أسرها الفقيرة أو المهجرة”.

بدوره أفاد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف في حديثه لصحيفة محلية أن المخابز السياحية العاملة حالياً في مدينة حمص تبلغ حوالي /30/ فرناً سياحياً، وبأن تحديد الأسعار والوزن بالنسبة لتلك الأفران يتم بناء على دراسة تكلفة مستلزمات صناعة الخبز، وحالياً تم إعداد دراسة من قبل لجنة التسعير الأساسية في المحافظة ورفع مقترح لتعديل الأسعار ووضع تسعيرة جديدة للخبز السياحي والصمون وفق الواقع الراهن وسيتم البت بها خلال أيام.

ومع أن الأفران السياحية تتزود بمادتي الطحين والمازوت وبأسعار شبه رمزية، ذلك على اعتبار أن الخبز يعامل معاملة السلع الأساسية للمواطن، إلا أن الرقابة شبه المعدومة على هذه الأفران تركت الباب مفتوحاً لأصحابها للتحكم بأسعار الخبز… دون أي رادع.