تقرير/ بسام الحمد
كل دولة تتميز بمأكولاتها التي تميزها عن غيرها، ويعتبر رمضان فرصة طيبة للعودة لهذه الأطباق “طيب يا معروك.. طازة يا معروك.. أكل الملوك يا معروك” هكذا ينادي الباعة المتجولون على أقراص المعروك الشهية في الأسواق والشوارع السورية، ويرتبط هذا الصنف بشهر رمضان ارتباطاً قوياً حتى إن البعض يطلق عليه اسم “خبز رمضان”.
وتختلف العادات الاجتماعية برمضان من بيئة لأخرى، ويُعتبر “تبادل الطعام بين الجيران” واحدة من أهم العادات القطرية خلال شهر رمضان. وقديما كان السكان في الأحياء يتقاسمون الطعام سواء في شهر رمضان أو غيره، لكن هذه العادة تزداد مع الشهر الفضيل الذي يتميز بأكلاته الشعبية الخاصة.
وشهدت الأسواق الشعبية في حمص إقبالاً متزايداً خلال شهر رمضان، حيث وفرت فرص عمل لمئات الباعة، إلى جانب تقديم أسعار تنافسية جذبت الأهالي الباحثين عن التوفير، متفوقةً بذلك على المحال التجارية.
وتنخفض الأسعار في هذه الأسواق بنسبة 25% مقارنة بالمحال التجارية، ما عزز الإقبال على الخضر والسلع الغذائية والمستلزمات المنزلية. وأكد الأهالي أن هذه الأسواق توفر الوقت والمال، مطالبين الجهات المعنية بتنظيمها، وتحسين مرافقها، ومراقبة صلاحية المنتجات القابلة للتلف.
وتنتشر الأسواق الشعبية في مختلف مدن وبلدات حمص وفق روزنامة أسبوعية، ولا تقتصر هذه الأسواق على بيع الخضر والفواكه، بل توسعت لتشمل الألبسة والأحذية والمنظفات والمكسرات مما جعلها وجهة متكاملة للتسوق.
ويعزو التجار انخفاض الأسعار إلى تقليل حلقات الوساطة، إذ يحصل الباعة على بضائعهم مباشرةً من الحقول أو تجار الجملة، ما ينعكس إيجاباً على الأسعار.
وأسهمت الأسواق الشعبية في خلق فرص عمل لمئات الباعة، حيث كوّن بعضهم قاعدة زبائن ثابتة، في حين يغيّر آخرون أصناف بضائعهم وفق احتياجات السوق. ويرى مختصون أن هذه الأسواق تمكن المنتجين من الوصول مباشرة إلى المستهلكين من دون وسطاء، مما يعزز دورها كذراع اقتصادية حقيقية ووجهة رئيسية لذوي الدخل المحدود.
وسجّلت أسواق حمص تراجعاً ملحوظاً في الطلب على المواد الغذائية مع انتصاف شهر رمضان، بعد الإقبال الكثيف الذي شهدته في بدايته، إذ انخفض حجم الشراء بنسبة تتراوح بين 20% و40%، متأثراً بتغير النمط الاستهلاكي للأسر.
ووفقاً لتجار في المدينة، بدأت الأسواق تستقر تدريجياً، وهو أمر متوقع مع منتصف الشهر، إذ يتراجع زخم التسوق بعد أن تكون العائلات قد اشترت معظم احتياجاتها الرمضانية في الأيام الأولى، وتركز العائلات حالياً على شراء الملابس والحلويات استعداداً للعيد، مما أدى إلى انخفاض الطلب على المواد الغذائية بنسبة تتراوح بين 20% و40%.