لكل السوريين

تقاذف مسؤوليات بين مسؤولين.. أهالي حماة يتناولون خبز “غير صالح للاستهلاك”

حماة/ جمانة الخالد

جودة منخفضة وسرعة بالتلف، هذا هو حال مادة الخبز اليوم، وبات يشتكي أهالي حماة من تراجع جودة رغيف الخبز، حيث تعددت أشكاله والوانه بين يوم وآخر بالنسبة للأهالي ومن ذات الفرن، وتكاد تكون المشكلة عامة في جميع أفران حماة، ويصل أحياناً لمادة غير مخصصة للاستهلاك البشري.

وتعيش مدينة حماة منذ أكثر من أربعة أعوام أزمة خبز، وعلى الرغم من المطالبات المستمرة من قبل المواطنين بضرورة إيجاد حلّ، فإنّ الحكومة تصمّ آذانها وتتجاهل كلّ المطالب، وكذلك الشكاوى.

لكن بعض الأهالي مجبرين على تناول ذلك الرغيف مهما يكن رديئاً لعدم وجود خيار آخر لديهم، ولعدم قدرتهم المادية على شراء ربطات الخبز السياحي، ويبحثون عن أسباب تراجع جودة الرغيف وتباينها بين مخبز وآخر سواء كان عاماً أم خاصاً، وعن كثرة المخالفات التموينية في المخابز التي تضبطها يومياً دوريات حماية المستهلك.

رغم أن مكونات صناعته واحدة ومن مصدر واحد، في الوقت الذي تتغنى فيه الجهات المعنية، بتحسن نوعية الرغيف وحرصها على جودته وتقديمه للمواطن بأفضل المواصفات القياسية، وهو ما لم يلمسوه برغيفهم الأسمر والسميك، والذي يتفتت بين أيديهم بمجرد سحبه من الكيس.

ويشير مدير المخابز في حماة، إلى الدقيق الذي كان يرد للمحافظة من خارجها، نتيجة توقف مطحنة سلمية عن العمل لإجراء صيانة فيها.

ويبين أن جودة الدقيق المورد للمحافظة كانت أقل من جودة دقيق المطحنة المذكورة، وهو ما جعل الرغيف “أسمرَ ولكنه مقبول”، وبحسب زعمه أن هذه المشكلة انتهت بعودة مطحنة سلمية للعمل وإنتاجها الدقيق الممتاز.

ويبلغ عدد الأفران في محافظة حماة نحو 12 مخبزاً وفيها 21 خط إنتاج، وهي تنتج يومياً نحو 210 – 220 طناً من الخبز.

هذا وتتزايد الانتقادات الموجهة لنوعية الخبز في عموم حماة دون أن يتم الاستجابة لمطالب وشكاوى المواطنين إلا أن مسؤولين أخذوا على عاتقهم ترويج المبررات والذرائع الوهمية لتبرير نوعية الخبز الذي يصل إلى الأهالي إما محترق أو غير ناضج، وفي أغلب الحالات جاف وجودته متدنية.

فيما يعزو مدير مؤسسة الحبوب تباين جودة الرغيف بالمخابز الآلية والعامة بالمحافظة، إلى مخالفات الغش التي يرتكبها بعض القائمين على تلك المخابز.

إذ أن مطحنة سلمية توقفت عن الإنتاج لمدة 10 أيام فقط خلال الشهر الماضي، وإنتاجها سابقاً وحالياً ممتاز، ويقدر بنحو 400 – 450 طناً يومياً، وأن المؤسسة لا توزع للمخابز إلا دقيقاً نظامياً وضمن المواصفات الممتازة.

ويقول إن المشكلة ليست بالدقيق إذاً وإنما بسوء التصنيع، وحرص بعض المخابز على إنتاج رغيف متباين الجودة، للإفادة من الفرق بين سماكته أو رقته.

إذ أن الدقيق يوزع للمخابز الآلية العامة والخاصة بالمحافظة من مطحنتي سلمية وكفربهم العامتين، ومن مطحنتي النواعير والسالم الخاصتين المتعاقدتين مع المؤسسة، وكذلك من إحدى مطاحن حلب، وهو ممتاز كما تبيَّن بعد التحليل.

وتنظم أن دوريات حماية المستهلك يومياً العديد من الضبوط بحق المخابز العامة والخاصة بمختلف مناطق محافظة حماة وأريافها، وتتخذ أشد العقوبات بحق المخالفين بحسب المرسوم 8.

ويبلغ عدد المخابز الخاصة بالمحافظة نحو 219، منها 48 متوقفة عن العمل والإنتاج، بسبب الأزمة وتداعياتها، و10 مخابز أخرى نتيجة ارتكابها مخالفات متكررة، وإغلاقها لأكثر من عام، وهو ما يؤدي لترقين قيدها.