لكل السوريين

“محمد دهمان” صخرة دفاع كرة القدم السورية

تقرير/ حسين هلال

منذ صغره برزت موهبته بشكل واضح كلاعب واعد نشأ وترعرع في قواعد نادي الحرية مدرسة العديد من نجوم كرة القدم السورية، فتدرج بكافة فئاته وبعد تميزه بفريق الرجال فرض نفسه كأفضل مدافع في فترة الثمانينات، الأمر الذي دفع نادي الجيش الذي كان من أقوى الأندية السورية للاستعانة بإمكانياته الكبيرة، إلى جانب عدد من أبرز النجوم إلى جانب موهبته الفنية برز دوره القيادي، حيث أُسندت له شارة الكابتن بفريق الجيش والمنتخب الوطني لمدة تزيد عن 10 سنوات كان خلالها خير صمام الأمان للفرق التي مثلها في المباريات التي لعبها.

ولمعرفة المزيد عن تاريخ هذا النجم الكروي الذي سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة عشاق كرة القدم السورية لفترة طويلة،

نجد أن رحلته الكروية بدأت مبكرا منذ أن كان عمره 7 سنوات بحي سليمان الحلبي في مدينة حلب، حيث كان يهرب من مراقبة والده ليشارك أقرانه ممارسة اللعبة، وزاد من تعلقه باللعبة مرافقته لأخواله الذين كانوا منقسمين في تشجيع ناديي الاتحاد والحرية، لذلك عندما وصل لسن 15 عاما انتسب لنادي الحرية ونال إعجاب المدرب شعبان خليل مدرب الفريق الذي أشركه في كافة المباريات، وحصل فريقه على مركز الوصافة بالدوري خلف نادي الكرامة.

ثم ترفع بعدها لفريق الشباب ولعب عدة مباريات، وقبل إحدى مباريات فريق الرجال في عام 1978 وكانت أمام فريق “الجيش”، أصيب مدافع الفريق منير دركزللي وطلب منه بوقتها المدرب الراحل عادل حبيب تجهيز نفسه للعب في تلك المباراة بجانب نجوم كبار أمثال “مأمون مهندس”، الراحل “فؤاد عارف”، “حسين نعال” و”محمد نسريني” وغيرهم أمام نجوم فريق “الجيش” الكبار أمثال “سهيل لطفي”، “سمير سعيد”، “مروان قسطلي”، الراحل “ياسين طراب”، “أحمد قدور”، الراحل “عبد الفتاح حوا”، الراحل “جورج مختار” وغيرهم لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي وبعد المباراة مباشرة طلبه فريق “الجيش” للعب معه.

وخلال مشاركته مع فريق “الجيش” أحرز بطولة الدوري والكأس ونال الفريق بعدها أغلب ألقاب بطولة الدوري، ولعب معه في كافة بطولات العالم العسكرية التي أقيمت داخل القطر وخارجه، كما سافر مع الفريق إلى “العراق” ولعبنا هناك مباراة ودية مع فريق “الجيش” العراقي وتعادل في ملعبهم دون أهداف.

وبالتزامن مع مشاركته ضمن فريق “الجيش” تم ضمه للمنتخب الوطني، الذي شارك  معه في أولمبياد “موسكو” عام 1980 وفي دورة “اليابان” الدولية.

أما أهم مرحله له  مع المنتخب الوطني: كانت  في تصفيات كأس العالم عام 1986 عندما كان الفريق على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم اللعب بكأس العالم في “المكسيك” بعدما تجاوزه لمنتخبات “الكويت”، “الإمارات”، “اليمن”، و”البحرين” والوصول للمباراة الفاصلة أمام منتخب “العراق”، حيث كان التعادل في مباراة الذهاب في “دمشق والخسارة في مرحلة الإياب بالسعودية وضاعت بذلك أغلى الفرص.

ولم تتاح له بعدها فرصة المشاركة ببطولة “دورة البحر الأبيض المتوسط” التي أقيمت في “اللاذقية” لإصابة حلت به ونال منتخبنا وقتها بطولة الدورة بفوزه على المنتخب الفرنسي بهدفين لهدف، وتلك كانت آخر محطاته ورحلته مع المنتخب الوطني وفريق “الجيش”، وعاد بعدها لناديّ الأم “الحرية” ولعب معه أقل من موسم واحد، ثم بعدها أعلن اعتزاله اللعب بشكل نهائي.

أما عن مسيرته التدريبية فبدأت بعد مشاركاته بعدة دورات متلاحقة ومتقدمة في التدريب وخاصة للفئات العمرية،

فنال الشهادات الآسيوية d-c-b-a وهو مرشح لشهادة (برو) حالياً، وتولى  تدريب فريق نادي الحرية لفئة الشباب وأحرز معه بطولة الدوري عام 1998، ووصل أيضاً مع الفريق للمربع الذهبي عام 2001.

ثم عمل لفترات متقطعة في تدريب منتخبي شباب سوريا والمنتخب الأولمبي، ودرّب في أندية الحرية وجبلة والنواعير، وبعد عودته لحلب عمل عضواً في إدارة نادي الحرية مشرفا على تطوير الفئات العمرية بكرة القدم،  كما عمل محللاً فنياً للدوري السوري والإنكليزي وتصفيات كأس العالم في قنوات تلفزيونية عدة.

بقي أن نذكر أنّ الكابتن “محمد دهمان” من مواليد حلب عام 1959 ويقيم حالياً فيها ويملك محل لبيع الأدوات الرياضية.