لكل السوريين

بسبب انهيار عملة المحتل “المفروضة” وتفاقم البطالة.. (الهجرة) ملجأ جديد لقاطني إدلب

إدلب/ عباس إدلبي 

بين سندان البطالة ومطرقة الليرة التركية يعيش المواطن في إدلب أسوء أيامه، حيث البطالة والفقر والجوع والمرض وارتفاع الأسعار وغلاء الأجور بسبب فرض عملة المحتل التركي في شمال غربي سوريا، كل هذه العوامل دفعت معظم الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام للتفكير بالهجرة رغم ارتفاع كلفة التهريب خارج الحدود.

خالد شاب في مقتبل العمر، كان قد انضم لصفوف الفصائل الإرهابية، لكنه سرعان ما ترك العمل العسكري ليسافر إلى إحدى الدول الغربية.

ويقول خالد “عملت مع إحدى التشكيلات العسكرية لمدة أربع سنوات، أصبت مرتين في المعارك، لكن الحياة أصبحت صعبة بسبب الظروف المعيشية التي تمر بها إدلب، حيث أن فرض العملة التركية ساهم في تأزم وضع المعيشة بشكل لا يطاق، أنا أكبر أخوتي، وكنت مجبرا على الانضمام للجانب العسكري لتأمين قوت يومي”.

ويضيف “لجوء معظم الشباب لخيار الهجرة ما هو إلا دليل على شدة الفقر وقسوة المعيشة”.

أما عماد فلم يكن حاله أفضل من حال خالد، فهو أيضا ترك البلاد وهاجر إلى أوربا، وبالتحديد إلى السويد، ليؤمن في هجرته لقمة العيش لعائلته حسب ما يروي.

ويقول عماد “الهجرة الحل الأفضل من البقاء في بلد قتل فيها كل شيء ويموت فيها المواطن جوعا، وأكثر فرصة عمل ممكن أن تشغلها البحث على بقايا المعادن والبلاستيك لبيعها”.

ويضيف “منذ بدايات الأزمة لم نكن نعلم أن يسوء بنا الحال كما هو الآن، اضطررت للهجرة خارج البلاد لكون فرص العمل معدومة، والبقاء على قيد الحياة هو الاختبار الأصعب في بلد لم يعد يصلح لرعي الأغنام حتى”.

ويضيف “الأسعار مرتفعة جدا، ولا يوجد بيوت إيجار ولا سكن، إما أن تعيش في خيمة وتكون عرضة للبرد والحرارة، وكلا الحالتين لا نقوى على تجاوز هذه المحنة، فلذلك فضلت الهجرة وعائلتي لتركيا ومنها إلى أوربا”.

ويعاني قاطنو مناطق شمال غربي سوريا من سوء الوضع المعيشي، حيث ارتفعت الأسعار في الآونة الأخيرة، وذلك تزامنا مع الليرة التركية التي هوت لمستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، وبالتالي تضرر الأهالي في إدلب، باعتبار أن هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي تفرض على المواطنين التعامل بالليرة التركية.