لكل السوريين

“باب النصر” أحد أهم أبواب مدينة حلب القديمة، فبماذا يشتهر؟

حلب/ خالد الحسين 

يعتبر “باب النصر” أحد أهم الأبواب القديمة في مدينة “حلب”، يتوسط بموقعه الجغرافي المدينة القديمة، ومن وسط شوارعه المتفرعة يمكن العبور لبقية الأحياء المجاورة له بطرق قصيرة ومختصرة، وتكمن أهميته إلى جانب قدمه في أنّه سوقٌ تجاريٌّ واقتصادي قريب من مركز المدينة.

يجمع المؤرخون على أنّ حي “باب النصر” القديم في بنائه له طراز عمراني جميل وفريد في شكله عن بقية الأحياء القديمة، وأهم ميزة له أن جميع شوارعه مرصوفة بالحجر الأسود البازلتي، وتتوزع في داخله مجموعة من الدكاكين والأكشاك، وحسب وصفه العمراني القديم نجد أنه كان لمدخله ثلاثة أبواب هدم الأول مع فتح “جادة الخندق” عام 133 هجرية، أما الباب المتوسط فهو قائم ويصل لحي “البندرة” و”سوق الخابية” و”الفرافرة” وقرب الباب الداخلي توجد قطعة حجر كبيرة بنيت بالجدار على علو مترين فيها ثقوب، ويقال أن تحت تلك الحجرة يوجد قبر لنبي، ومدفن لعروسين “أرتميس” و”كاليلتي”، يحدُّ الحيَّ من الجهة الشمالية لسور المدينة القديمة ويجاروه وبشكل متلاصق ومتداخل معه حي “باب الحديد”، وكذلك حارة “شاهين بك”، وشمالاً السوق التجاري “لجادة الخندق” وجنوباً حارة “الفرافرة” وغرباً “السويقة” وبندرة الإسلام.

أول من أطلق عليه اسم حي “باب النصر” هو “الظاهر غازي”، وحي “باب النصر” هو أحد أهم أبواب حلب الثمانية القديمة التي تحدث عنها “ياقوت الحموي” في معجم البلدان، وواحدٌ من أربعة أحياء مجاورة له هي “باب النصر” و”أنطاكية” و”قنسرين”، وهناك كنيسة داخل الحي باسم القديس “مار جرجس” ويوجد حجر كبير محفور عليه أحرف رومانية ولاتينية تشهد على قدم وعراقة هذا الحي، ويوجد أيضاً مقام “للخضر” وعددٌ كبيرٌ من المزارات والمساجد والحمامات.

كان الباب فعالاً منذ القرن الأخير لحكم “المماليك” وكان يسمى في السابق حي “باب اليهود” ثم أصبح اسمه منذ القرن الثالث عشر الميلادي حي “باب النصر” والمحور الذي كان يعبره مختصٌ بفعاليات حي “سويقة اليهود” وفيه حمامات ومساجد وعلى أطرافه كثافة سكانية وكان فيه منزل الوزير “نظام الدين الطغرائي”، كما كانت فيه مقابر لليهود خارج الأسوار فيما السويقة تلتقي مع المحور المركزي للمدينة الذي يتجه للجامع الكبير بجانب سوق الصابون، ويعدُّ الحي نقطة التقاء واتصال هامة بين بقية الأحياء.

أما بالنسبة لحي البندرة الأثري توجد داخل الحي المدرسة “الرضائية” المعروفة بالعثمانية وهي جامع “عثمان باشا” أنشئ عام 1143 هجرية، وكذلك يوجد في الحي جامع “المهمندار” الذي بناه “حسن مهمندار”في القرن السابع عشر وأقام له مئذنة كبيرة، وعندما احتل المغول المدينة وقاموا بتدميرها طرأت تبدلات هامة، لكن مع عودة الازدهار للمدينة عاد حي “باب النصر” لأهميته وبنيت فيه قصور المماليك، ومن ثم أصبح محوراً اقتصادياً وتجارياً أيام الاحتلال العثماني.

يقول الطالب في كلية الآثار لصحيفة السوري”عبد الله اسماعيل”: «أول من أطلق عليه اسم حي “باب النصر” هو “الظاهر غازي”، وحي “باب النصر” هو أحد أهم أبواب حلب الثمانية القديمة التي تحدث عنها “ياقوت الحموي” في معجم البلدان، وواحدٌ من أربعة أحياء مجاورة له هي “باب النصر” و”أنطاكية” و”قنسرين”، وهناك كنيسة داخل الحي باسم القديس “مار جرجس” ويوجد حجر كبير محفور عليه أحرف رومانية ولاتينية تشهد على قدم وعراقة هذا الحي، ويوجد أيضاً مقام “للخضر” وعددٌ كبيرٌ من المزارات والمساجد والحمامات».

“محمود داداتي” وهو أحد أبناء الحي قال في حديثه للسوري: «في الحي كذلك مسجد يسمى “سنكلر” تمت إعادة ترميمه بعد مساعٍ من أحد أبناء الحي المعروفين، وقد اشتهر الحي في العصر الحديث بكثرة محلات الخياطة وتأمين لباس المدارس وغيرها، وداخل الحي كذلك يوجد سوق مشهور ووحيد في مدينة “حلب” مختص في بيع وشراء الكتب الدراسية المستعملة، كما ويوجد أكثر من عشرين مكتبة للقرطاسية لشراء وبيع الكتب التراثية والقديمة أيضاً، قبل الأزمة كان السوق يشهد حركة اقتصادية وتجارية لا تهدأ لأنّه مدخل لسوق “الخابية” “والنحاسين”، وكان داخل السوق بائع الهيطلية الشهير “أبو بشير سمونة”».

هذا ويعتبر باب النصر من أحد أبواب حلب القديمة الشهيرة والتي ما زالت قائمة رغم ما مر على المدينة من حروب.