لكل السوريين

عيد “الآكيتو”… ما الذي تعرفه عن عيد رأس السنة السريانية

يحتفل الآشوريون والسريان في سوريا في الأول من نيسان من كل عام بعيد رأس السنة البابلية الآشورية، وهو أقدم تقويم بشري معتمد حتى اللحظة، أو ما يعرف بعيد “الآكيتو”، البابلي الآشوري الأقدم في تاريخ البشرية، فبحسب المصادر التاريخية إن عيد “الآكيتو” الذي يحتفل به الآشوريون والسريانيون والكلدانيون هو أقدم المناسبات.

ويسبق التقويم البابلي الآشوري كلاً من التقويمين العبري بألف عام، والفرعوني ب ٥٠٠ عام كاملة، واستمرت البشرية باتباعه لفترة طويلة قبل أن يتغير إلى التقويم الحالي، وبدأت الاحتفالات الخاصة به في الألف الخامس قبل الميلاد

“الآكيتو” هو عيد الاحتفال بالخصب والربيع، ويعتبر واحداً من أكثر الأعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية قدماً وعالمية، وكان يحتفل بعيد “آكيتو” في العصر السومري طبقاً للدورة النباتية لموسم الحصاد والبذار وكلاهما كان يؤشر إلى بداية السنة، وهو عيد وطني ويرمز إلى تجديد الطبيعة.

والعيد يرتبط بالبداية الحقيقية للحياة، بحسب الرواية التاريخية، ونهاية موسم المطر والبرد وبداية الربيع والخصب والزراعة، ويتم تداول عبارة “آكيتو بريخو” للتهنئة، وتوجد عدة تفسيرات لمعناها منها الفرح والسعادة، وكان السوريون القدماء يحتفلون مرتين سنوياً، الأولى في بداية شهر نيسان، والثانية في تشرين الأول، فبتشرين الأول يمثل الاعتدال الخريفي وبداية زرع البذور، ونيسان هو عودة الربيع، واستمر الاحتفالان على هذا الحال لفترة من الزمن قبل أن تتحول إلى احتفال واحد.

وتستمر الاحتفالات بهذا العيد لمدة ١٢ يوماً متواصلة، وتم تقسيم هذه الأيام إلى طقوس مختلفة، فيبدأ في أيامه الثلاثة الأولى بطقوس الحزن، ويتبعها يومان للطهارة، وطلب الغفران، ويتبعهما يوما الأمل والرجاء وهما السادس والسابع، لتنتقل الاحتفالات بعدها إلى يوم القيامة، أهم أيام الاحتفالات، وتم فيه إعلان الزواج المقدس، بينما يتم في اليوم التاسع والعاشر الترحيب بشهر نيسان.

واعتمدت الحضارات المتعاقبة في سوريا هذا التقويم، فاستمر مع حضارات ماري وأوغاريت وتدمر وغيرها، ويحتفل بهذا العيد حتى اليوم السوريون من الآشوريين والسريان وغيرهم كما ان الآثار التي تمّ اكتشافها في سوريا والعراق تشير إلى أن أول عيد لـ”الآكيتو” في التاريخ بدأ على شكل عيد للحصاد الزراعي.

أغنية “أم الزلف” المشهورة التي يغني لها السوريون، حيث كثيراً ما نسمع مواويل واغاني شعبية في القرى والبلدات السورية تغني لـ”أم الزلف” وهي الآلهة عشتار، التي يحتفل بها الآشوريون القدماء والسريان والكلدان بعيد “آكيتو”، عيد الخصب، آملين بأن تكون السنة وفيرة الإنتاج، ويرتبط هذا العيد بها كونها الأم منجبة الحياة.

يذكر أن بعض القرى في سوريا لا تزال تتحدث اللغة السريانية ومنها عدد كبير في الجزيرة السورية، إضافة للغة الآرامية لغة السيد المسيح، ويقدر عدد الآشوريين في سوريا بنحو ثلاثمائة ألفا قبل اندلاع الحرب في سوريا.