لكل السوريين

محمد صلاح…التتويج والتألق

اللاعب المصري محمد صلاح، تتويج للمهارة والبراعة والتميّز الذي أظهره مع ليفربول هذا الموسم، وفي الموسم الماضي، وتتويج للأكثر تألقاً وتهديفاً في الدوري الإنكليزي، والأكثر تتويجاً بلقب لاعب الشهر، لكنه أيضاً تتويج لبداية تخلص الانكليز من عنصرية متجذّرة في المجتمع ضد الأجانب والمسلمين بفضل مجهود ومهارات محرز وكانتي سابقاً.

تتويج صلاح فيه دلالة على تجسيد وتكريس مبدأ الحياد والموضوعية الذي تحلت به أسرة كرة القدم الإنكليزية للمرة الثالثة على التوالي في اختيار الأفضل بدون أدنى اعتبار للأصل واللون والمعتقد والجنسية، كما كان عليه الحال في وقت قريب.

تتويج صلاح فيه تأكيد على تغيير الصورة النمطية التي ترسخت مؤخراً في أوروبا عن المساجد والمسلمين، على الأقل في الوسط الكروي وجماهير الكرة خاصة، منذ صار صلاح وأوزيل وبول بوغبا ومحرز وكانتي وساديو ماني يُظهرون التزامهم الديني في ملاعب الكرة كل مرّة بالسجود ورفع الأيدي عند قراءة الفاتحة.

تتويج صلاح هو تجسيد لفكرة ضرورة الاحتراف لكل لاعب عربي وإفريقي يملك المهارات ويحلم ويسعى لتحقيق ذاته لأن صلاح لو بقي في مصر لما تمكن من تفجير طاقاته، ولما توّج حتى بلقب أفضل لاعب في إفريقيا بكل ما يتميّز به من مهارة وبراعة.

تتويج صلاح وقبله كانتي ومحرز هو تأكيد جديد على توفر القارة السمراء على مهارات وفنيات خارقة تحتاج لبيئة ملائمة وفضاءات نظيفة حتى تفجر طاقاتها ومهاراتها ومواهبها العديدة.

التتويج الثالث على التوالي للاعب إفريقي الأصل بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي صار مصدر إلهام وفخراً للكثير من الشباب العربي والإفريقي، أمر قد يفتح الشهية ويعد بالمزيد، ويحمل دلالات كبيرة يجب الاستثمار فيها رياضياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً لتشجيع الشبان العرب والأفارقة على مزيد من السعي للانسجام في المجتمعات الأوروبية من خلال تألقهم رياضياً وفكرياً وعلمياً في مختلف المجالات.

ورغم أن صلاح لم يتوج بلقب الدوري الانكليزي، لكن فوزه بلقب أفضل لاعب واقترابه من التتويج بلقب أفضل هداف للموسم الواحد في تاريخ الدوري الإنكليزي في العام الحالي، ولم يتبق سوى 3 جولات فقط على نهاية الموسم الحالي للدوري الإنجليزي 2018/2019، وسط صراع بين لاعبي أندية بريميرليغ على لقب هداف البطولة.

اقتحم اللاعب الجابوني بيير ـــ ايمريك أوباميانج نجم فريق آرسنال الإنجليزي صراع هدافي الدوري الإنجليزي بعدما تقاسم محمد صلاح جناح ليفربول الصدارة مع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو نجم مانشستر سيتي، لتصبح المنافسة بين الثلاثي على لقب “الهداف” هذا الموسم.

لاعب آخر بإمكانه الدخول في قائمة الهدافين وهو السنغالي ساديو ماني جناح ليفربول الإنجليزي وصاحب الـ18 هدفاً.. ولكن ماذا لو استمرت المنافسة حتى الجولة الأخيرة وتساوى أكثر من لاعب في عدد الأهداف؟

الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي، هي جائزة سنوية تُقدم لهداف بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.

أكثر لاعب فاز بالجائزة هو تيري هنري أربع مرات منها 3 مواسم متتالية 2003/2004-2004/2005-2005/2006.

إن جائزة هداف الدوري الانكليزي لا تخضع لأي قواعد ثابتة، ما يعني أنه في حالة تساوى أكثر من لاعب في عدد الأهداف فيتم تقاسم الجائزة بينهما، ولا يتم النظر إلى عدد الأهداف المصنوعة أو نسبة المشاركة في المباريات.

فمحمد صلاح، يبقى انجازاً فنياً كبيراً جاء من مصر وخاض تجارب عدّة صقلت مواهبه قبل الانضمام إلى ناد كبير يقوده اليوم نحو بلوغ نهائي دوري الأبطال، وقد ينافس على كل الألقاب الموسم المقبل، وسيزيد من تغيير صورة الانكليز تجاه كل ما هو مسلم وعربي وافريقي في وسط أوروبي معروف عنه عنصريته المعلنة.

ثبات مستوى صلاح الموسم المقبل هو تتويج آخر خاصة مع الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي صار عرضةً لها مع صعود نجوميته التي جلبت له الأضواء منذ انتقل إلى ليفربول وصار هداف الدوري الانكليزي 22 هدفاً، وأفضل هداف عربي في دوري الأبطال، وصار مطالباً بالمزيد من جماهير ليفربول ومصر والعرب والأفارقة.

وتوج مؤخراً بجائزة لاعب العالم المقدمة من اتحاد الكتاب الإنجليز، وذلك للمرة الثانية في مسيرته، بعدما حصدها عام 2018 في موسمه الخرافي مع الريدز.

وحصل محمد صلاح على 48 في المائة من الأصوات، متفوقاً على نجم مانشستر سيتي كيفين دي بروين، وكذلك نجم وست هام يونايتد ديكلان رايس، اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث في الاستطلاع، ليحقق الجائزة للمرة الثانية في مسيرته.

وجاءت أبرز الجوائز الفردية التي حصل عليها الدولي المصري محمد صلاح خلال مسيرته الكروية كالتالي:..

جائزة أفضل لاعب صاعد في أفريقيا: 2012

جائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري: 2013

جائزة أفضل لاعب عربي من غلوب سوكر: 2016

جائزة الأسد الذهبي لأفضل لاعب في أفريقيا (مقدمة من جريدة المنتخب المغربية): 2017

جائزة بي بي سي لأفضل لاعب كرة قدم أفريقي: 2017-2018

جائزة أفضل لاعب أفريقي خلال العام: 2017 – 2018.

جائزة أفضل لاعب في إنجلترا: 2017–18.

جائزة أفضل لاعب في إنجلترا من اتحاد كتاب كرة القدم: 2017–18، 2021-2022.

جائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز: 2017–18، 2018–19.

جائزة أفضل لاعب المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، بتصويت الجماهير مايو 2018.

جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز: 2017–18.

جائزة بوشكاش لأفضل هدف: 2018.

جائزة لاعب العام من اتحاد مشجعي كرة القدم: 2018 و2021.

جائزة لوريوس العالمية للإلهام الرياضي: 2021.

جائزة القدم الذهبية: 2021.

جائزة أفضل لاعب في قارة أفريقيا المقدمة من الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم: 2021.

جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز المقدمة من بي بي سي: 2021.

ويتصدر محمد صلاح ترتيب هدافي الدوري الانجليزي هذا الموسم برصيد 22 هدافا، بفارق 5 أهداف عن كريستيانو رونالدو، وسون هيونج مين لاعبا مانشستر يونايتد وتوتنهام على الترتيب.

ويحتل ليفربول وصافة ترتيب الدوري الانجليزي برصيد 82 نقطة بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي المتصدر بـ 83 نقطة.

كما تأهّل فريق ليفربول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، بعد فوزه على مضيفه فياريال الأسباني في إياب نصف النهائي 3-2.

وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بتقدم ليفربول على ملعبه في أنفيلد، بنتيجة هدفين مقابل لا شيء، ليبلغ مجموع أهداف المبارتين 5-2 لصالح الفريق الإنجليزي..

ورغم البداية القويّة لفياريال بعد تقدمه بهدفين في الشوط الأول، إلا أن ليفربول عاد وقلب الطاولة على مضيفه بتسجيله ثلاثة أهداف في الشوط الثاني.

 

وسجّل الفريق الإسباني الهدف الأول في الدقيقة الثالثة من زمن المباراة، بواسطة اللاعب السنغالي بولاي ديا.

واندفع لاعبو فياريال بحماسة بعد تسجيل الهدف الأول، وتمكنوا من الضغط على لاعبي ليفربول.

 

عبد الكريم البليخ