لكل السوريين

آلام الولادة “عنف” لا يفارق الأمهات

تقرير/ جمانة الخالد

تتحول فرحة النساء اللاتي ينتظرن أطفالهن في المستشفيات إلى كابوس لما يتعرضن له من تعنيف جسدي ولفظي في المشافي من قبل قابلات قانونيات.

تقول نساء في حمص وحماة بوسط سوريا، إن فرحة انتظار الأطفال تبددها آلام الولادة وطريقة تعامل القابلات معهن، حيث يتعرضن للضرب أحيانا وفي أحيانا أخرى للصراخ والشتائم.

تقول إحداهن وكانت تنتظر وليدها الأول، إنها اختارت مشفى خاص بعد أن سمعت رويات عن المشافي العامة والعيادات والإهمال فيها، حيث صُدمت بادئ الأمر بعدم دخول زوجها لتكمل معها الصدمة بأجواء غرفة العمليات إذ كانت مرتفعة الحرارة.

بعد أن دخلت ما هي إلا دقائق حتى بدأت تسمع صرخات النسوة حولها “كان قسم التوليد أشبه بالمشرحة”، تقول المرأة، وبات السرير والمستشفى “مسلخاً” في ذاكرته.

والأمر أكثر قساوة في المشافي العامة وفق ما قالت نساء، إذ يتمنين تلك النساء لو لديهن تكاليف مشاف أو عيادة خاصة “تبقى أرحم” وفق رأيهن.

تقول بعض النساء اللواتي يتوجهن إلى المشافي المجانية، لا يتم توليدهن في الأوقات المناسبة لقلة وعيهم وعدم درايتهم بموعد الولادة، ولذلك كثير منهن تُنجبن أطفالهن في ممرات غرف المخاض، بسبب تسارع الانقباضات وشدّتها وعدم مبالاة العاملات.

ويؤكدن أيضاً أن عمل القابلات يقتصر في كثير من الأحيان على تنظيف رحم المرأة من مخلفات الجنين لا أكثر، في حين يقتصر دور الممرضات على خياطة الجروح وفي معظم الأحيان من دون استعمال مخدر موضعي لتخفيف الألم وبداعي السرعة بسبب الازدحام.

تبلغ كلفة الولادة في المستشفيات الخاصة إن كانت طبيعية قرابة مليونين ليرة بينما الولادة القيصرية تصل لأكثر من ثلاثة ملايين ويستثنى في الحالتين ثمن الأدوية وأجور الليلة الواحدة بعد الولادة عدا التحاليل وأكياس الدم وأجور منامة الطفل في الحاضنة.

ويحق للنساء في غرفة الولادة، وفقاً للقوانين الدولية أن يُعلِم الطبيب السيدة بالإجراء الطبي الذي سيتم اتخاذه، وأن يتأكد أولاً من أنها فهمت تماماً الإجراء، كما تنص المعايير على أنه يحق للمرأة رفض التعامل مع طبيب أو ممرض محدّد وطلب استبداله بآخر، كما يحق للنساء طلب التواصل مع إدارة المستشفى للإبلاغ عن أي انتهاك تعرضت له في غرفة الولادة.

يمكن القول إن ما يزيد مآسي النساء ويعمقها هو نقص أطباء وطبيبات اختصاص التوليد وقلة الموارد إضافة إلى كثرة المتدربات بشكل أساسي على الولادة الطبيعية اللواتي هن أساساً طالبات في معاهد القبالة الطبي ويكنّ عادةً صغيرات في السن لا يحملن أي أنواع التحمل وتقدير موقف المرأة في المخاض، ولذلك تغيب عنهن آثار عواقب التعنيف.

الأكيد أن النساء الفقيرات في سوريا هنّ الأكثر عرضة لعنف التوليد وخطر الموت على فراش الولادة لأنهن يهرعن إلى المستشفيات المجانية.