لكل السوريين

أطعمة تراثية تشكل مصدر رزق لبعض نساء مصياف

حماة/ جمانة خالد

تشتهر منطقة مصياف وريفها بمحافظة حماة، في أغلب منازلها بوجود منتجات وأطعمة تقليدية، اعتاد الأهالي على صناعتها منذ سنوات طويلة، وعُرفت بتقديمها للضيوف.

 

وتتقن النساء عمل وتحضير العديد من الأطعمة الشعبية بأنواع عديدة، ويتوارثن النساء تحضير الأطعمة الشعبية من الآباء والأمهات، ومن بين تلك الأطعمة “تين الهبول” وهو التين البعل بأصناف عديدة مثل الصفراوي والأحمر والفرزي والملي وغيرها.

 

وتين الهبول هو مشروب، يغلى فيه التين وتقديمه للضيوف، وله فوائد عديدة، حيث يمد الجسم بطاقة ونشاك، ويساعد بمحاربة السعال، وتتميز مصياف بوجود العديد من الأراضِ المزروعة بالتين بمختلف أنواعه.

 

وعن كيفية تحضيره وصناعته، تقول براءة (43عاماً) “بعد قطاف التين وفرزه، نجففه وننشره على الأسطحة أو مكان نظيف واسع حتى يجف، ونضعه في غربول”.

 

وبعد ذلك يوضع التين الجاف في وعاء معدني كبير مليء بالماء موضوع على النار، ويُترك حتى تطهى ثمار التين على البخار بشكل كامل، وبعد ذلك يتم عجن التين، وتقطيعه وغمسه بنخالة القمح.

 

وتواظب الكثير من العائلات على صناعة التين وخاصة الهبول خلال شهر آب عندما تنضج الثمار، وخاصة أنه تحول إلى مصدر رزق.

 

وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبيرفي سوريا، اختلاف الأوضاع كثيراً حيث بات الناس يبحثون عن مصدر دخل آخر في ظل قلة الأجور وارتفاع أسعار المواد.

 

وتبين براءة أنها تبيع كميات في المنطقة كما ترسل إلى محافظات عدة أيضاً، مما ساعدها على تحقيق مردودٍ جيدٍ، حيث يصل سعر الكيلو إلى 15 ألف ليرة.

 

فيما تعمل رشا بذات العمل وهو تحضير المأكولات الشعبية، لتأمين مصدر رزق ثانِ، وتقول “راتبي لا يكفيني حتى أمن لعائلتي ما تحتاجه وزوجي متوفي من سنوات، فكان لابد من إيجاد حل وأولاد يساعدوني قدر الإمكان”.

 

وتبيع رشا منتجاتها من المنزل حيث يحضر إليها أبناء المنطقة لشراء احتياجاتهم من تين الهبول أو من يرغب بأخذ هدية لشخص ما.

 

وتضيف “أبيع كميات متفرقة في البيت ليس لدي قدرة لاستئجار محل ثم أنه يقيدني بعض الشيء، وأجهز طلبات توصية بناء على رغبة البعض من أصناف التين المتنوعة”.

 

 

وتبقى المأكولات الشعبية سنداً وعوناً للعائلات في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعاني منها سوريا، حيث وصلت نسبة الفقر إلى أكثر من 90 % حسب الأمم المتحدة.