لكل السوريين

قلعة الحصن تشتاقُ زوّارها.. فهل من عودة؟

تزخرُ مدينة حمص بالعديد من المعالم الأثريّة، والتاريخية التي تعود إلى حقَب زمنية مختلفة، ومن أبرزها قلعة الحصن، إحدى أبرز القلاع الصليبية حول العالم، التي لم تسلم من المعارك خلال سنوات الحرب، مع أنها مدرجة على قائمة التراث العالمي.

ويعود تاريخ بناء القلعة الكاثوليكية إلى الفترة بين العامين 1142 و1271، وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها، واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).

ويذكر أن القلعة أقفلت أبوابها العام 2012، بعد عام من اندلاع النزاع في البلاد، وأعيد فتحها العام 2014، لكنها لم تكن جاهزة لاستقبال الزوّار جراء الأضرار التي لحقت بها.

وتحوّلت القلعة في تلك الفترة ساحة لقتال عنيف، ما تسبّب بتدمير بعض الأقواس والواجهات وألحق أضراراً بزخرفات تزين الأعمدة الضخمة داخل القلعة.

وبعدما فتحت القلعة أبوابها مجدداً إثر أعمال ترميم طالت بعض أجزائها، تدفّق الزوار تدريجاً حتى بدء تفشي وباء كوفيد-19، حيث أعاد الوباء العزلة إلى القلعة التي لم يدخلها سوى خمسة آلاف زائر فقط خلال العام الماضي.

وقسّمت الأضرار التي لحقت بالقلعة إلى مستويات عدّة، أبرزها ما تعرّضت له الكنيسة التي تعد أقدم جزء في القلعة بالإضافة إلى زخارف قاعة الفرسان الشهيرة، والأقواس المهشّمة على مدخلها حيث استُخدم الفن القوطي في رسم زخارف القاعة ولكن انهار جزء منها.

ورغم توقف معظم بعثات التنقيب الأجنبية عن زيارة سوريا بعد بدء النزاع، عملت البعثة المجرية في نهاية العام 2016 على ترميم برج الكنيسة، وبعض الأجزاء الداخلية في القلعة.

وأدرجت منظمة يونيسكو القلعة على قائمة التراث العالمي للبشرية العام 2006، لتصبح واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة عليها، أبرزها المدينة القديمة في كل من دمشق وحلب وآثار تدمر.

وفي العام 2013، أدرجت المنظمة الدولية المواقع الستة على قائمة التراث الانساني المهدد بالخطر، في خطوة عكست المخاوف المتزايدة من تعرضها للدمار على وقع النزاع الذي لم تسلم المعالم والمواقع التاريخية من تبعاته.

ومع عودة الحياة إليها من جديد، تحاول قلعة الحصن التي كانت قُبلة للسياح من أنحاء العالم قبل اندلاع النزاع، جذب الزوار مجدداً اليها، خصوصاً الأجانب الذين أبعدتهم سنوات الحرب، ويطمح سكان القرى المحيطة بالقلعة أن يعود السياح “ليقصدوا القلعة من كل أنحاء العالم”، ويعبرون عن ذلك بقولهم “اشتاقت القلعة إلى زوارها”.