لكل السوريين

بعد انتهاء الهدنة المؤقتة.. عاد العدوان الوحشي على قطاع غزة بضوء أخضر أمريكي وتخبط إسرائيلي

منذ اللحظة الأولى التي انتهت فيها الهدنة المؤقتة الأخيرة بين حركة حماس ودولة الاحتلال الصهيوني، استأنفت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وشنت طائراتها غارات على مناطق متفرقة من القطاع أسفرت عن سقوط أكثر من مئة شهيد وإصابة مئات آخرين، خلال اليوم الأول من استئناف العدوان.

واستهدف قصف إسرائيلي من الجو والبحر مناطق شرق خان يونس جنوبي القطاع وساحل دير البلح وسط القطاع المحاصر.

وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنه لا يوجد أي مكان آمن يمكن لسكان قطاع غزة الذهاب إليه.

وأشار إلى أن جميع سكان القطاع على رأسهم الأطفال والنساء “يعيشون في دائرة موت ودمار ومرض”.

وخاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في عدة محاور أبرزها تل الهوى، وقصفت كتائب القسام عسقلان وسديروت وبئر السبع برشقات صاروخية رداً على استهداف المدنيين في القطاع.

كما وجهت المقاومة ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.

وتستعد قوات الاحتلال البرية فيما يبدو، للتقدم في شمال قطاع غزة الذي حاولت تطويقه منذ بداية الاجتياح البري، وربما للتقدم إلى جنوب القطاع مما قد ينقل الحرب إلى مستوى جديد.

في حين عادت الجبهة اللبنانية للاشتعال مع إعلان حزب الله عن سلسلة من الهجمات على مواقع وتجمعات لقوات الاحتلال قبالة الحدود.

وكشفت مصادر إسرائيلية عن إصابة أربعة جنود بجروح في معارك شمالي القطاع، وأظهرت صور متداولة جانباً من الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في حي الشيخ رضوان والنصر شمال غرب مدينة غزة وسط إطلاق كثيف للقنابل الدخانية للتغطية على الآليات وتحركاتها.

ضوء أخضر أمريكي

يرى محللون وخبراء سياسيون أن عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن الحرب على قطاع غزة جاءت بضوء أخضر أمريكي.

وقال أستاذ السياسة الدولية والسياسات المقارنة في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب “إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب قبل استئناف الحرب، كانت بهدف التنسيق مع الإسرائيليين بشأن التركيز هذه المرة على جنوب قطاع غزة، من أجل تحقيق الأهداف الإسرائيلية التي يتبناها الأميركيون”.

ويشير المحللون إلى أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على العودة للقتال، يعود للضوء الأخضر الذي منحته إياه الولايات المتحدة التي قال وزير خارجيتها إنها ستدعم إسرائيل في حال عادت إلى الحرب على غزة.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، قد أعلن أن الولايات المتحدة لا تدعم فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وستواصل دعم إسرائيل بعد انتهاء الهدنة.

ويرى متابعون لأحداث غزة أن الضوء الاخضر الذي منحته أمريكا لنتنياهو باستئناف الحرب على غزة، جاء بعد أن رأت واشنطن أن الفترة السابقة التي منحتها للكيان الاسرائيلي لتحقيق أهدافه في غزة كانت طويلة ولم تحقق أهدافها، لذلك يرون أن يكون الهجوم هذه المرة بمشاركة أمريكية مباشرة بهدف الوصول اتفاق يصب في صالح اسرائيل، ويتم بأسرع ما يمكن، تحت ضغط القصف المكثف على المناطق السكنية في قطاع غزة.

تخبط إسرائيلي

يرى خبراء في الشؤون الإسرائيلية أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب للتخفيف من أزماته الداخلية، ولذلك عمل على إنهاء الهدنة المؤقتة مع حماس حتى يحافظ على مستقبله السياسي. ويرون أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تعيش حالة من التخبط بشأن الخروج من مأزقها العسكري في ظل فشلها في تحقيق هدفها العسكري من الحرب على غزة المتمثل بالقضاء على حركة حماس، حيث أصبح هذا الهدف محل شك كبير في إسرائيل.

كما أن حديث الإسرائيليين عن رغبتهم في اغتيال قيادات عسكرية من حماس، يأتي “للتغطية على فشلهم في تحقيق هدفهم العسكري من الحرب التي شنّوها على غزة”، حسب الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية الذي تطرق إلى الضغوط الداخلية التي تتعرض لها حكومة نتنياهو، وأشار إلى أن المظاهرات الضخمة المتوقع اندلاعها للمطالبة بالإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، والضغط الخارجي الكبير على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، قد يعطي إمكانية للوسطاء لإخضاع إسرائيل للتوصل إلى هدنة جديدة للاستمرار في الإفراج عن المحتجزين، كما أخضعوها في المرحلة الأولى.