لكل السوريين

“رب البندورة” من أهم عناصر بيت المونة للحلبيات

مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف وخاصةً في شهري تموز وآب تبدأ ظاهرة فريدة من نوعها لا يعرفها إلا السوريين وهي انتشار الأواني المسطحة على أسطح المنازل التي تحوي عصير البندورة الطازج ذو اللون الأحمر القاني، حيث تواظب ربات المنزل في موسم البندورة لتموين وتخزين الدبس منه حيث أدى تراجع الدخل بين مختلف فئات السوريين إلى لجوء عدد غير قليل منهم نحو حرف ومهن تقليدية يحاولون عبرها تأمين لقمة عيشهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها، وفشل الحكومة في وقف الانهيار الاقتصادي.

ومع حلول فصل الصيف تعمل العديد من السوريات على صنع “رب البندورة (الطماطم)” الذي يباع كمنتج يدوي الصنع، ويعد أفضل جودة من الذي تنتجه المصانع، كما تفضله العائلات السورية بشكل أكبر.

ورصدت صحيفة السوري العديد من حالات التصنيع في ضواحي حلب وريفها، حيث تنتشر أرقام هواتف على مجموعات “الواتساب” لبيع رب البندورة ومنتجات أخرى بحسب الموسم، تشمل “دبس الفليفلة، والمكدوس، ومربيات المشمش والكرز والفريز والباذنجان وغيرها”.

ويعد “دبس البندورة” أساسياً داخل العديد من المأكولات السورية، وخصوصاً المحاشي بأنواعها وصلصة الفاصولياء والباميا والبازلاء والمعكرونة والبطاطا، وغيرها.

وقالت أم محمد (38 عاماً) إنها بدأت في مصلحة تصنيع دبس البندورة ومنتجات منزلية أخرى منذ نحو عامين، وأصبح لديها زبائن كثر يرسلون لها بطلبيات بهذا الخصوص.

وأضافت أم محمد أن الوضع الاقتصادي الصعب دفعها للعمل بأي شيء يمكن أن يحقق لها دخلاً ولأطفالها، وإن كان في الأمر مشقة.

وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار البندورة وانقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة وغلاء وقود مولدات الكهرباء، رفع من أسعار الكلفة علينا أكثر من 100 في المئة خلال عام واحد فقط.

ولفتت إلى أن كيلو غرام البندورة بالجملة نحو 3200 ليرة سورية، حيث تصل سحارة عشرين كيلو غرام إلى أكثر من 60 ألف ليرة.

وتحتاج العائلة السورية المكونة من 4 أشخاص بين 10 كيلو غرام إلى 15 كيلو غراما بالمتوسط من دبس البندورة سنوياً، لأنها تستخدم في معظم الأكلات السورية، بحسب أم محمد.

ويفضل السوريون المنتجات المنزلية عن المصنوعة في المعامل والمصانع، باعتبارها أجود وخالية من المواد الكيميائية كالمواد الحافظة والملونات.

ويصل كيلو غرام دبس البندورة الصناعي إلى 11000 ألف ليرة سورية، بينما يصل المصنع يدوياً بين 22 ألف ليرة و25 ألف ليرة، بحسب الجودة، وفق أم محمد.

وتحتاج أم محمد إلى ما يصل لـ 300 كيلوغرام من البندورة حتى تنتج 10 كيلو غرامات من دبس البندورة الناشفة الممتازة، يقل أحياناً أو يزيد بحسب نوعية البندورة وجودتها.