لكل السوريين

أكثر من نصف راتب الموظف.. مدخنون يلجأون للدخان الأرخص

حماة/ جمانة الخالد

اتجهت نسبة كبيرة من المدخنين مؤخراً إلى (الدخان اللف) الذي يزيد الإقبال عليه في حماة، كلما انحدرت قيمة الليرة السورية، نتيجة ارتفاع أسعار التبغ سواء المصنع محلياً أو المهرب وحتى المستورد بشكل نظامي.

وبات التدخين يمثل عبئاً على المدخنين نتيجة ارتفاع أسعاره بشكل كبير، لا سيما في ظل تردي الوضع الاقتصادي، وسعي أغلب أهالي حماة كما باقي السوريين لتأمين قوت يومهم.

وساهم رفع سعر الدخان الوطني في شباط الماضي، بدفع شريحة جديدة من مدخني تلك الأصناف لشراء التبغ الفرط ولفه كحل أرخص، حتى أن الدخان اللف أيضاً طاله ارتفاع مؤخراً ولم يعد البديل الأفضل.

وكان الدخان الف رائجاً في حماة بسبب تركز زراعته في المنطقة إلا أنه لم يكن يشهد إقبالاً، وكان منتشراً أكثر في القرى والأرياف، لكنه شهد انتشاراً كثيفاً في المدينة نتيجة ارتفاع أسعار السجائر الجاهزة.

ووصل سعر كيلو النوع الجيد من التبغ الفرط إلى 70 ألف ليرة، وهو يكفي شهران تقريباً لمدخن طبيعي غير شره، بمعدل 20 – 30 سيجارة في اليوم، بينما يحتاج من يدخن “حمراء طويلة” يومياً بمعدل علبة واحدة فقط، إلى 70 ألف ليرة كل عشرين يوم، و100 ألف ليرة كل شهر تقريباً راتب موظف حكومي، حيث وصل سعر العلبة في السوق إلى 3500 ليرة علماً أنها مسعرة بـ3000 ليرة رسمياً، وقد تصل إلى 4000 ليرة عند انقطاعها.

وتتعرض الحمراء الطويلة القديمة تحديداً وهي صناعة محلية، للانقطاع بين الحين والآخر لأسباب مجهولة، ليتم بيعها في السوق السوداء بأسعار متفاوتة.

ولوحظ وجود أنواع رخيصة سعر الكيلوغرام منها بالكاد يصل إلى 25 ألف ليرة، إلا أن مدخنين قالوا أن تلك الأصناف مغشوشة بأعشاب يابسة.

ونتيجة ارتفاع أسعار الدخان ظهرت مؤخراً وخاصة في سنوات الحرب أنوع جديدة من الدخان كما أن الغش انتشر في الدخان الفرط.

وفي ظل ارتفاع أسعار الدخان، بات الموظف الذي سيلجأ لأردأ يحتاج لنحو 70 ألف ليرة، ولن يبق له أكثر من 50 ألف ليرة، أي أنه سينفق أكثر من نصف راتبه، بينما لو كان من مدخني الحمراء الطويلة وحصل عليها وفق النشرة الرسمية، سيكون بحاجة 90 ألف ليرة، لكن الأسعار الرسمية أقل من المبيع في الواقع بين 200 – 500 ليرة سورية على الأقل.

ويبرر الباعة رفع أسعار الدخان الوطني عن التسعيرة الرسمية، برفع الأسعار من قبل الموردين وتكاليف النقل، إضافةً إلى الخسائر التي يتكبدونها بشكل شبه يومي من دوريات الجمارك.

وأيضاً، ارتفعت أسعار الدخان الأجنبي المستورد والمهرب، حيث لم يعد هناك علبة دخان أجنبي أقل من 4 آلاف ليرة والأنواع الأكثر انتشاراً تبدأ من 5 آلاف، وتنتهي بـ 8500 ليرة.

على صعيد آخر، وجد بعض السوريين وخاصةً من شريحة الشباب طريقة للتخلص من نفقات الدخان والنرجيلة حيث يتراوح سعر باكيت المعسل بين 7 آلاف و100 ألف ليرة تبعاً للنوع، بينما وصل سعر الفحمة الواحدة من نوع جوز الهند إلى 700 ليرة.

ولجأ هؤلاء إلى النرجيلة والسيجارة الإلكترونية، والتي يبدأ سعر أرخص نوع منها من 70 ألف ليرة وتتدرج الأسعار صعوداً تبعاً للنوع والميزات وصولاً إلى 350 ألف ليرة، لكنها مستدامة ونفقاتها لا تكاد تذكر.