الأسطورة قصة أو مجموعة من القصص التي تعود إلى زمن قديم، وهي قصص خيالية غالباً ولا تشير إلى زمن محدد، وتتعلق بأحداث أو أشخاص أو أماكن معينة، وتفسر ظواهر طبيعية بطريقة مختلفة عن الواقع.
وتتناول موضوعات كبرى مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، وتنتقل من جيل إلى آخر من خلال الشعر أو الروايات الشفهية أو المدوّنة، وتهدف إلى تقديم عبرة ما أو ترسيخ قيمة دينية أو اجتماعية محددة.
والملحمة قصيدة قصصية طويلة مليئة بأحداث تدور غالباً حول بطولات فائقة لأشخاص غير عاديين في الحرب أو السفر، وتتناول حكايات نشأة شعب ما منذ بداية تاريخه، وتحرك جماعات وبنائها للأمة والمجتمع، ووقائع ذات أهمية ودلالة لأمة من الأمم، وغالباً ما تركز على موضوع الشجاعة والشرف والنضال ضد الشدائد.
والفرق بينهما هو أن أبطال الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة، بيمنا أبطال الملحمة من البشر الذين يحظون بأهمية تاريخية أو أسطورية.
أسطورة البركة الملعونة
تقع حديقة “اينوكاشيرا” في طوكيو وهي مكان جميل يلتقى فيه العشاق، لكن الأمر يتغير حسب الأسطورة، عندما يقتربون من البحيرة الملعونة الموجودة داخل الحديقة، حيث تبدأ اللعنة فور تجديف العاشقين في تلك البركة، وتنتهي علاقة الحب بينهما في هذه النزهة.
ويرجع أصل هذه الأسطورة إلى الآلهة اليابانية القديمة “بينزاتين”، وهو الاسم الياباني للربة الهندوسية ساراسواتى، التي انتقلت عبادتها إلى اليابان بين القرنين السادس والثامن الميلادي عن طريق الترجمات الصينية التي تتحدث عنها باعتبارها ربة كل شيء يتدفق كالموسيقى والبلاغة والمياه والكلمات والمعرفة.
وتقول الأسطورة إن الآلهة “بينزاتين” كانت تتابع البحيرات والبرك، وعندما وجدت تدفق العشاق على هذا البحيرة واستمتاعهم بها، شعرت بالغيرة من هذا الحب ومن العشاق الذين يركبون المراكب فيها, وقامت بلعن البحيرة، ولعن كل زوجين يأخذان جولة في بركتها مما ينهي العلاقات بينهما فور انتهاء النزهة.
ويسود اعتقاد بأن التجديف في مياه تلك البركة سوف يؤدي لنهاية الحب والغرام بين الأحبة والعشاق، وإذا كان الشخص وحيداً في تلك الحديقة وذهب إلى تلك البحيرة وجدف فيها، سيجد نفسه بعد انتهاء النزهة كارهاً لكل شيء، وسيكره الحياة، وسيكره نفسه، وسينتحر.