لكل السوريين

لماذا..لماذا..لماذا؟

لماذا ينجح الآخرون ونستمر نحن بالفشل؟، ولماذا يتقدم الآخرون ونبقى نحن في حالة تراجع مستمر؟، لماذا نرفع شعارات عظيمة في حين أن أداؤنا لا يرتقي لمستوى تلك الشعارات؟

لماذا ندعي محاربة الفساد والفوضى ونحن نفتقد الجرأة والشجاعة على محاربة الفاسدين بعد باتت رائحة الفساد تزكم الأنوف؟

لماذا لا ننظر في مرآة نفوسنا ونقارن بين حالنا عندما دخلنا مدينة مدمرة شبه ميتة واستطعنا أن نبعث الحياة فيها من جديد وبالتعاون الصادق مع ابناء المدينة وبعض المنظمات العاملة فيها؟

لماذا اليوم لا نستطيع أن نواجه ابناء شعبنا ونصارحه بعد اشبعناه وعودا وتسويفا وبالتالي بدأنا نخسره كعمق وحاضنة شعبية لا بد منها لنا؟

لماذا لا نتصالح مع أنفسنا أولا قبل أن نسعى لإصلاح العلاقة مع شعبنا؟، ولماذا عجزنا عن تأمين الخبز الكافي لأبناء شعبنا بالرغم من أن كنية الطحين التي تقدم للأفران تكفي لتأمين الخبز لمليون مواطن وفي الحقيقة لا يزيد عددهم الآن عن السبعمائة ألف مع الوافدين؟

لماذا كان الخبز في حقبة العهد السابق متوفرا حين كان تعداد السكان لا يزيد عن المليون وكانت كمية الطحين لا تزيد عن المئة والثمانين طنا وكانت الكمية تتضمن حصة الطبقة وتل أبيض ومعدان؟

لماذا تتوفر اسطوانات الغاز لدى الباعة والمراكز الخاصة على مدار الساعة في حين أن المواطن يحتاج من أسبوع إلى اسبوعين إذا كان محظوظا وأمه راضية عنه ليحصل على اسطوانة بعد تقبيل ذقن الكومين إذا رضي بذلك؟

لماذا يفر الطلاب من مدارسنا على مختلف المستويات باتجاه المعاهد الخاصة وبالرغم من كل ما عليها من مآخذ وانتقادات والتي لم ندخر وسيلة لتحجيم دورها وتعطيل عملها وهي التي كانت السبب الرئيس في عودة معظم أهالي المدينة الذين كانوا تحملوا الكثير واقتطعوا من قوت عيالهم ليستمر أبناءهم في التعليم وليلتحقوا بالجامعات بفضل تلك المعاهد؟

لماذا فشلنا في مكافحة حالة السرقات التي باتت تجري في وضح النهار؟، ولماذا عندما يتم إلقاء القبض على السارق ويحال إلى المحكمة وبالجرم المشهود نجده وخلال أسبوع على الأغلب وهو يتبختر في موقع الجريمة بسبب إخلاء سبيله إما لكونه قاصر أو لعدم ثبوت الأدلة الاتهامية بحقه؟

لماذا يتم إخلاء سبيل كثير من مرتكبي الجرائم على اختلاف أنواعها بناء على سند الكفالة المالية؟، ولماذا لم نسمع حتى الآن بدعوة أي من المخلى سبيلهم بناء على الكفالة المالية للمحاكم ومتابعة اجراءات المحاكمة بحقهم؟

لماذا شوارعنا الرئيسية تكتظ بالسيارات على الجانبين والبسطات التي باتت مصدر مهم لموارد بلدية الشعب بالرقة دون مراعاة لحقوق المواطنين في السير بشوارع المدينة وهم مطمئنين وآمنين على حياتهم؟، ولماذا لا يقوم بوليس الترافيك بحجز بضع سيارات وهي كفيلة بحل تلك المشكلة والمطلوب تأمين رافعة حجزلهم؟

لماذا لا تعمل بلدية الشعب بالرقة على تأمين مكان مخصص لأصحاب البسطات بعيدا عن الشوارع الرئيسية؟، وهناك الكثير من اللماذات التي تتلجلج في صدور المواطنين يصعب علي الاحاطة بها في هذه العجالة وتحتاج التقرب أكثر منهم للتعرف على حقيقة معاناتهم والعمل الجاد للوقوف عليها والتخفيف من وطأتها عليه.

تلك اللماذات تنظر إجابات فهل هناك من يجيب؟