لكل السوريين

أسئلة بلا إجابات

كثيرة هي الأسئلة التي بات يتداولها الناس هذه الأيام، ولكن لا إجابات شافية لها علما بأن المستهدفين بتلك الأسئلة موجودون، ولكنهم يتغافلون عن تلك الاجابات لماذا.. لا نعلم؟

أسئلة يتركز جلها على آليات التعامل مع النظام الحاكم في إيران.

وعندما نقول إيران فإننا نعني ونقصد جملة أشياء محددة دون سواها، فعندما نقول إيران فإننا نقصد مشروع إيران التوسعي في المنطقة والذي انطلق ولا زال مستمرا منذ اليوم الأول لاستلام الملالي الحكم في طهران.

وعندما نقول إيران فإننا نعني برنامج إيران الصاروخي الذي بات اليوم يهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها، وسؤالنا لماذا هذا الصمت المريب عنه طيلة السنوات السابقة في حين كانت التجربة العراقية والتي كانت دون مستوى الخطر، ومع ذلك عمليات التفتيش طالت حتى الغرف الخاصة لنظام الحكم العراقي.

وعندما نقول إيران فإننا نعني البرنامج النووي الإيراني الذي غض الغرب الطرف عنه طيلة عقود، حتى بات اليوم قاب قوسين أو أدنى من امتلاك السلاح النووي الذي لن يتورع النظام الإيراني عن التهديد به واستخدامه، وإذا كان ذلك يخدم أهدافه ويحقق أحلامه الصفوية التوسعية.

وعندما نقول إيران فأننا نعني الميليشيات الموالية لها والتي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المرتزقة ومن مختلف الجنسيات الآسيوية، والتي أمست أذرع عسكرية لها في العديد من دول الشرق الأوسط.

وعندما نقول إيران فإننا نعني التدخل الإيراني السافر في الأزمة السورية مدفوعة لغايات طائفية بحتة.

وعندما نقول إيران فإننا نعني التحكم بالقرار السياسي اللبناني وأخذ الشعب اللبناني ومؤسساته الرسمية رهينة بسبب تغول ذراع إيران العسكري المتمثل بحزب الله، والذي أمسى اليوم صاحب قرار السلم والحرب في لبنان نيابة عن الدولة اللبنانية وبكل مؤسساتها وكل ذلك من أجل خدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

وعندما نقول إيران فإننا نقصد المشروع الحوثي وتغوله على اليمن بعد أن بات متحكما بمقدرات اليمن ومهيمنا على المجتمع اليمني، بعد أن جعل من اليمن منصة وقاعدة عسكرية تهدد أمن منطقة الخليج والبحر الأحمر.

وعندما نقول إيران فإننا نعني الهيمنة المطلقة والتحكم بمقاليد الحكم والقرار السياسي العراقي عبر نشر مجاميع الميليشيات الطائفية الموالية لولاية الفقيه ودخولها الحقل السياسي، بعد أن هيكلة لنفسها مجموعة من الأحزاب السياسية ذات الأهداف الطائفية التي سعت إلى إبعاد العراق عن محيطه العربي وربطه بالمشروع الايراني.

ونحن عندما نقول إيران فإننا نقصد السياسة العدوانية لنظام الحكم في طهران بعد أن كشف عن نواياه الخطيرة واللا إنسانية من خلال استخدام سلاح المياه وسيلة لإركاع شعوب إقليم عربستان وقبله شعب العراق، حين لجأ إلى تحويل مجاري بعض الأنهار والروافد في تحدي سافر لكل القوانين والأنظمة الناظمة لاستثمار الأنهار ومجاري المياه الدولية.

كل تلك الأسئلة لم يكلف الغرب نفسه بالإجابة عليها في سلوك واضح ينم عن نفاق سياسي وعن حالة من عدم الانسجام والتصالح مع الذات، فبالرغم من كل الشعارات والبيانات والتصريحات التي يدلي بها صناع القرار الغربي التي تتشدق بالحريات وحقوق الانسان والأمن والسلم الدوليان إلا أن الواقع يكذب كل ما يزعمون ويدعونه زورا وبهتانا، فإلى متى هذه الازدواجية في المعايير، وإلى متى هذا الاستهتار والتهاون بمصير ومستقبل دول منطقتنا وشعوبها سؤال بانتظار الجواب ترى هل ننتظر كثيرا لسماع ذلك الجواب؟