لكل السوريين

” أوج خان ” أقدم خانات حلب وأجملها

تعد مدينة حلب من أهم المدن الاقتصادية والتجارية والدليل على كثرة الخانات فيها في العهد القديم ومن أهم هذه الخانات وأجملها “أوج خان” هو أقدم خان خارج أسوار “الشهباء” وقد جُدد بنهاية عهد المماليك أيام السلطان “قانصوه الغوري”.

وبحسب الروايات التي يتناقلها أهالي المنطقة سمي “أوج خان” لأنه كان يضم ثلاثة خانات أو أنه الخان الباقي في الموقع من ثلاثة خانات كانت موجودة واندثرت.

في حارة “المرعشلي” توجد ثلاثة خانات للغلات منها خان “أوج خان” وقد عرف بهذا الاسم لاشتماله على ثلاثة خانات تتصل ببعضها بعضاً وهو خان قديم على بابه نقوش حجرية بديعة وعلى الرغم من أن تاريخ بناء الخان لا يُعرف بالضبط لكن معظم الباحثين الذي يأتون لدراسته يؤكدون أنه يعود للفترة المملوكية. حيث يعد “خان أوج” في مدينة “حلب” من أقدم وأجمل خانات المدينة وما زال بابه المتبقي يحتوي على زخارف ونقوش تميزه من غيره. هذا الخان كباقي الخانات في المدينة بني كما هو معروف لأغراض تجارية فقد كان مقراً لإقامة التجار ومكاناً لتخزين بضاعتهم وبالتالي وفر لهم الأمن والأمان فازدهرت المدينة ونمت وتطورت.

السيد حسين فيصل من حي المرعشلي المجاور للخان قال: «الذي أعرفه عن الخان أنّ مدخله الحالي يضم أجمل الزخارف في مدينة “حلب” وهو خان قديم جداً أما كلمة “أوج خان” فتتألف من كلمتين: “أوج” وتعني “العدد ثلاثة” باللغة التركية و”خان” هو كلمة فارسية قديمة وتعني “الفندق” فقد كان مقر إقامة التجار القادمين للمدينة من مختلف البلدان والدول وسمي أوج خان حسب معرفتي لأنه كان يضم ثلاثة خانات أو أنه الخان الباقي في الموقع من ثلاثة خانات كانت موجودة واندثرت».

وحول تاريخ الخان يقول أحد الباحثين: “أوج خان” تعني باللغة التركية الخانات الثلاثة ويقع مقابل “باب النصر” خارج أسوار المدينة القديمة في “سوق النحاسين” الذي يطل من جهة الغرب على الخان ببابه المملوكي الجميل، وخان “أوج خان” هو أقدم خان خارج الأسوار وقد جُدد بنهاية عهد المماليك أيام السلطان “قانصوه الغوري”، حالياً لم يبق من الخان سوى مدخله الغني بالزخرفة وقد كُتب عليه سطر بالخط النسخي المملوكي هذا نصه: “جدد هذا الخان المبارك المقر الأشراف العالي المولوي السيفي خائر بك الأشرفي كافل المملكة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره”.

ويضيف الباحث قائلاً: «يذكر الدكتور “بيشوف” في كتابه “تحف الأنباء في أخبار حلب الشهباء” المطبوع في العام 1880 م أنه وجد في “أوج خان” الكتابة التالية: “أنشئ هذا الخان المبارك المقر الكريم العالي المولوي الأمير السيفي بإشارة الملك الناصري أعز الله أنصاره بتاريخ ربيع الآخر”.

إنّ “أوج خان” موجود في محلة “المرعشلي” المسماة كذلك نسبة إلى الشيخ “ناصر الدين المرعشلي” الذي بنى المسجد سنة 644 هجرية و1244 ميلادية وعاش 95 سنة كما تبين كتابة على حجر وجد في هذا المسجد، علماً أنّ الشيخ “عمر المرعشلي” دُفن في مسجده العام 1084 هجرية و1673 ميلادية».

وفي المصادر التاريخية ورد ذكر الخان في الجزء الثاني من كتاب “نهر الذهب في تاريخ حلب” للمؤرخ الحلبي الشيخ “كامل الغزي” ما يلي: «في حارة “المرعشلي” توجد ثلاثة خانات للغلات منها خان “أوج خان” وقد عرف بهذا الاسم لاشتماله على ثلاثة خانات تتصل ببعضها بعضاً وهو خان قديم على بابه نقوش حجرية بديعة».

وتقول الدكتورة نجوى عثمان في كتاب “الآثار والأوابد التاريخية في حلب : «يقع الخان إلى الشمال من “سوق النحاسين” وهو خان كبير جدده الأمير “خاير بك” آخر نواب السلطنة المملوكية في “حلب” وقد شُوّه داخله بأبنية طفيلية ولم يبق منه سوى مدخله الذي يتميز بزخارفه الهندسية والنباتية الدقيقة والجميلة.

على جانبي المدخل زخارف حجرية مضفورة وفي أعلى قوسه المدبب نقيشة تشير إلى تجديده من قبل “خاير بك” ودون ذكر التاريخ فيها».