لكل السوريين

هجرها الأتراك من عين عيسى بعد استقرارها في المخيم، فلجأت لبيت مدمر في الرقة

الرقة/ مطيعة الحبيب  

“يبلغ ابني من العمر اثنان وثلاثون عاما، لديه ستة أطفال، في أول نزوحنا توجهنا إلى مخيم عين عيسى، وبعد أن ضننا أنفسنا استقررنا لجأنا إلى النزوح مرة أخرى”، هذا ما قالته حليمة اليوسف، النازحة من منطقة الباب شرقي حلب لمراسلتنا.

أدت الحرب التي تدور في سوريا إلى تهجير ملايين السوريين، فبين نازح داخل البلاد، ومهجر إلى بلاد مجاورة، حتى أن بعض السوريين وصلوا لأٌقصى حدود قارات أخرى.

وتعد منطقة شمال شرق سوريا من أكثر المناطق السورية وجهة ومقصدا للنازحين السوريين، ومنهم النازحة حليمة يوسف، النازحة من أرياف حلب، والتي حط بها الرحال في مدينة الرقة، بعد أن تم تهجيرها من مخيم عين عيسى شمالي الرقة.

صحيفتنا التقت حليمة، في منزلها الجديد، منزلها عبارة عن غرفة تبرع بها أحد قاطني حي الفردوس في الرقة، لتتخذ منه حليمة مقاما جديدا.

ومع أن المنزل لا يقيها حر الشتاء ولا برد الصيف، إلا أن حليمة تعتبره جيدا قياسا بمهجرين أخرين يعجزون عن إيجاد خيمة ليمكثوا بها في هذا الشتاء القارس.

وقالت حليمة لمراسلتنا في الرقة “مكثنا في مخيم عين عيسى ثلاثة سنوات، وجدنا رعايا جيدة، وكان هناك اهتمام جيد بالنازحين، وكانت تقدم لنا مساعدات طيبة، إلى أن شنت تركيا هجوما على البلدة، فاضطررنا للنزوح مجددا”.

وعن حالة النزوح نحو الرقة، أضافت “في المساء كنا آمنين، وإذ بالقنابل تنهال علينا مثل المطر، لم نعد إلى أين نلجأ، القذف كان كثيفا، وحتى أنه حرق بعض الخيام في المخيم، فقررنا أن نهاجر صوب الرقة، واتخذنا الحدائق منزلا لنا”.

وتوضح “لم يكن باستطاعتنا دفع إيجار منزل، إلا أن أهالي الخير مدوا لنا يد العون والمساعدة بعد أن رأوا وضع ابني المصاب وأولاده اليتامى، فتبرع أحدهم بغرفة صغيرة لنا تتواجد في بناء مدمر قسم كبير منه، لكننا نراه جيدا بالمقارنة مع غيرنا”.

وفي ختام حديثها، ناشدت المنظمات الإنسانية بالنظر لحالتها الصعبة حسب وصفها، لا سيما وأن ابنها لديه عائلة مكونة من ستة أطفال بحاجة لرعاية واهتمام.