لكل السوريين

في حمص.. الحليب ومشتقاتهُ “حلمٌ صعب المنال”!

السوري/ حمص ـ كثيرةٌ هي أوجه الحرمان التي تتصدر يوميات السوريين، لكن الأقسى منها هو مَن يمسّ قوته وقوت أطفاله، “كيف لي أن أحرم أطفالي من الحليب والغذاء؟!”، هو تساؤل من قلب سوريّ محترق من الألم، أبٌ لطفلين، وذلك بعد أن شهدت أسعار الحليب ومشتقات الألبان في أسواق حمص، ارتفاعاً غير مسبوق وغير مبرر على حد قول الكثير من الحمصيين، سيّما أن ارتفاع أسعار الحليب والألبان في محافظة يعتمد ريفها بالكامل على الإنتاج الزراعي والحيواني كمصدر دخل لشريحة واسعة من أهلها، يعتبر مشكلة كبيرة تتطلب حلّاً سريعاً.

بدورهم، أرجع بعض التجار ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته إلى تراجع إنتاج الحليب، بسبب تناقص عدد القطعان، وعمليات التهريب الذي تتعرض له الثروة الحيوانية، وارتفاع أسعار الأعلاف، حيث أصبح سعر كيس العلف وزن 50 كغ يباع بنحو 28 ألف ليرة، وكذلك الشعير، كما ارتفع طن التبن “حسب نوعه”، وأشار البعض إلى أن ارتفاع أسعار المواد الداخلة في العليقة العلفية، هو السبب في ارتفاع سعر كيلو الحليب.

من جهته قال “سالم”، مربي أبقار، في حديثه لصحيفة محلّية:” أبرز أسباب ارتفاع أسعار الحليب هو ارتفاع سعر العلف والطلب المتزايد من المعامل والمنشآت على المادة، وأيضاً التصدير المستمر للأجبان”.

وأضاف، أن كيلو الحليب اليوم يباع للمحلات والمنشآت بـ 800 ليرة، وللمستهلك بـ 900 ليرة، بينما بلغ سعر كيلو اللبن الرائب 1000 ليرة، وأن سعر الحليب المجفف المستورد أصبح يفوق الحليب البقري الطبيعي، ولذلك أصبحت المنشآت تتجه نحو الأخير.

فيما قال أحد المربين: “إن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقات الألبان يعود إلى بيع إنتاج المحافظة من مادة الحليب إلى محافظات أخرى، عبر وسطاء وتجار، إضافة إلى عدم وجود رقابة على الأسعار، لعدم وجود حسيب أو رقيب قادر على كبح جماح هذه الفوضى السعرية التي نعيشها”.

وعن تحديد سعر المبيع، قال سكان الريف الحمصي، إن التجار الذين يستجرون الحليب من مربي الأبقار والأغنام يتحكمون بقرار تحديد السعر منذ سنوات، فيزوّدون المربين بالأعلاف ويستجرون الحليب بالسعر الذي يروق لهم، وهم الجهة الوحيدة التي تتكفل بشراء الحليب وتجميعه ونقله إلى معامل الألبان والأجبان.

من جهته، أرجع مدير فرع مؤسسة الأعلاف بحمص المهندس “عزام بركات” في تصريح لوسيلة إعلام حكوميّة، أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف  إلى  الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، وصعوبة تأمين المواد العلفية المستوردة وزيادة التكاليف وارتفاع سعر الصرف،  و أشار إلى أن مصرف سورية المركزي يقوم بتمويل المستوردين للمواد العلفية بسعر الصرف المدعوم مقابل تسليم 30 بالمئة من قيمة المستوردات إلى المؤسسة العامة للأعلاف وبسعر التكلفة، والتي تقوم بدورها ببيع هذه الأعلاف بأسعار مدعومة للمربين أصحاب الحيازات المسجلة لدى مديريات الزراعة ومنشآت الدواجن المرخصة وفق دورات علفية مدة كل دورة شهرين، بالإضافة إلى البيع لجهات القطاع العام الإنتاجية بأسعار مدعومة من أجل دعم الإنتاج وتوفيره للمواطنين بأسعار منافسة.

فيما أضافت الجهات المعنية إلى أسباب ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، سبب يعود إلى ارتفاع أجور النقل والمحروقات، والعبوات البلاستيكية، إضافة إلى ارتفاع أسعار حليب البودرة المستورد، والذي يستخدم في صناعة البوظة، مما دفع معامل إنتاج البوظة إلى استخدام الحليب المحلي السائل، الأمر الذي زاد من الطلب على الحليب المحلي ورفع أسعاره.

وبين هذا السبب وذاك، يبقى السوريّ هو الحلقة المعذّبة الباحثة عن الرحمة!

تقرير/ حكمت أسود