لكل السوريين

إنجاز تاريخي لفريق شباب نادي الفرات بكرة القدم

التاريخ يكرر نفسه، ولا سيم أن نادي الفرات متخصص بتسجل الإنجازات في مسيرة كرة القدم حيث تنفرد الرقة بأنها المحافظة الوحيدة من بين المحافظات السورية التي لم يتأهل فيها ناد إلى الدرجة الممتاز لتواضع مستواها الفني على مدى زمن طويل وبقيت جميع أنديتها تقبع في غياهب الدرجة الثالثة لفترة طويلة.

وآخر عهد لأندية الرقة بالدرجة الثانية كان في عام 1974 عندما هبط نادي الشباب إلى الدرجة الثالثة، وذلك بعد خسارته مع نادي جبله بأربعة أهداف مقابل هدفين، ومنذ ذلك التاريخ  والأندية تحاول العودة للدرجة الثانية لكنها كانت تفشل لأسباب كثيرة، حتى جاء موسم 1991 عندما نجح نادي الفرات بعد 17 عاما بكسر حاجز المراوحة في الدرجة الثالثة ونجح في الصعود للدرجة الثانية ،ونجح في تحقيق نتائج متميزة في الأسابيع الأولى من الدوري، وبعد ذلك  تمكنت بقية الأندية الشباب وعمال الرقة وتل أبيض بالتأهل للدرجة الثانية، وبعد مشاركتها بالدوري لأكثر من موسم  اكتسبت الأندية الخبرة وتجاوز ت عقدة التراجع نجحت أندية الفرات والشباب بالمنافسة للتأهل إلى نهائي الدرجة الثانية للصعود للدرجة الأولى لأكثر من مرة.

وجاءت أزمة الحرب لتساهم في توقف النشاط الرياضي وغياب المشاركات عن الدوري لأكثر من عشر سنوات، لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا فسرعان ما عاد أبناء اللعبة الأوفياء وشمروا عن سواعدهم وبدأوا العمل في إعادة تنشيط اللعبة عبر تأسيس قواعد للعبه من خلال استقبال اللاعبين الصغار وتشكيل فرق للفئات العمرية، وخلال فترة قصيرة استطاع ناديي الفرات والشباب من تجهيز فرق للفئات العمرية الصغيرة والاستعداد بشكل جيد للمشاركة في نشاطات هذه الفئات نجحت الرقة في تحقيق مركز متقدم في بطولة المحافظات لفئة الناشئين قبل 4 سنوات، كما أحرز نادي الفرات نتائج متميزة بفئة الشباب في الموسم الماضي وتصدر مجموعته وتأهل للدور النهائي ليلاقي نادي الشرطة في المباراة النهائية لكنه خسر المباراة بهدف وحيد.

وفي هذا العام ظهر تصميم النادي واضحاً على المنافسة أيضا على تصدر المجموعة بعد ما استفاد كثيرا من أخطاء الموسم الماضي، فعزز صفوفه ببعض اللاعبين المتميزين واستعد جيدا لدوري هذا الموسم ونجح في تحقيق الحلم الذي كان يراود محبي كرة القدم منذ زمن بعيد.

والبداية كانت من خلال مشاركة النادي بالدوري ضمن المجموعة الرابعة، حيث فاز على نادي مورك ذهابا 1 / 0، وإيابا 2 / 1، وعلى النرب 4 / 0، وإيابا 1 / 0، وعلى التضامن ذهابا 2 / 1، 4 / 0 إيابا، وعلى شرطة حماة ذهابا 2 / 1، وإيابا تعادلا 0 / 0.

وفي الدور الثاني تعادل مع مورك ذهابا 0 / 0، وإيابا 1 / 1، وخسر مع الجهاد ذهابا 2 / 0، وفاز عليه إيابا بنفس النتيجة وتعادل مع عمال حماة ذهاباً 3 / 3، وفاز عليه إيابا 2 / 1.

وتأهل ثانيا بالمجموعة بعد الجهاد ليقابل الفتوة الأول في المجموعة الأولى في المباراة الفاصلة، حيث تعادلا بالوقت الأصلي والإضافي 2 / 2، ثم فاز عليه بالضربات الترجيحية 4 / 3.

وسجل خلال مشواره في الدورين الأول والثاني 22 هدفا ودخل مرماه 11 هدفا وأبرز هدافيه كان اللاعب حسن العمر الذي سجل 10 أهداف تلاه سفيان الحاج محمد وسجل 4 أهداف.

وعن الإنجاز تحدث أحمد العلي عضو إدارة نادي الفرات وأحد المساهمين بفعالية في هذا الإنجاز يقول:

منذ ٣ أعوام وتحديداً منذ صعود النادي لدوري الدرجة الأولى أطلقنا شعار (قادمون يا ممتاز)، وعملنا بكل ما نستطيع لتحقيقه، لذلك لم نكن مجرد ضيوف بدوري الدرجة الأولى ونجحنا في الموسم الماضي بتجاوز كل مراحل الدوري ووصلنا للمباراة الفاصلة للتأهل للدور الممتاز، لكن خسرنا مع نادي الشرطة بهدف بالدقائق الأخيرة نتيجة بعض الأخطاء

ورغم ما حدث لم نقطع الأمل، بل أصبحنا مصممين أكثر على تحقيق أمالنا وطموحاتنا، وخاصة بعد أن استفدنا كثيراً من تجربة الموسم الماضي وما رافقها من أخطاء ومنغصات وعملنا على معالجتها وهكذا نجحنا في هذا الموسم بتحقيق ما نصبوا إليه، وكان ذلك بالنسبة لنا حلم كنا نود تحقيقه لنسجل بأحرف من ذهب صعود نادينا للدور الممتاز وهو إنجاز ثمين تنبع أهميته كونه يحدث لأول مرة بالنسبة لأندية الرقة، وسيبقى حدثا هاماً في تاريخ النادي من جهة وكرة القدم الرقية من جهة ثانية.

وهنا لابد من توجيه الشكر والامتنان لكل من تعاون مع إدارة النادي وقدم الدعم المالي والمعنوي، والشكر موصول أيضا للكادر الإداري والتدريبي الذي كان له دور كبير في عملية التأهل، والشكر موصول للاعبين الذين بذلوا جهودا كبيرة خلال المباريات، إضافة الى الجمهور الكبير الذي كان يتابع الفريق في كافة مباريات وإلى كافة الداعمين من داخل وخارج الرقة.

الكابتن صالح الداوود مدرب الفريق قال:

اعتبر التأهل للدوري الممتاز إنجاز كبير لكرة قدم الرقة بشكل عام ونادي الفرات بشكل خاص، كونه يحدث لأول مرة

وكان من الممكن أن يصعد النادي منذ الموسم الماضي لكن بعض المنغصات هي حرمتنا من التأهل، وأبرزها الغيابات الكثيرة لعدد من  اللاعبين البارزين نتيجة الاصابات والإنذارات، كما ساهم تكثيف المباريات بين الدور الأول والثاني من عدم شفاء بعض إصابات اللاعبين ولم يلتم شمل الفريق إلا في مباراة واحده مع نادي الجهاد التي فزنا بها، ومع ذلك استفدنا  كثيرا من أخطاء الموسم وعالجنا النقص في مراكز اللاعبين فأصبحت لدينا خيارات كثيره في معظم المباريات مما أدى الى استقرار وضع الفريق من كافة النواحي، كذلك كان لإدارة النادي دور كبير في دعم الفريق وتأمين المستلزمات الضرورية، فقد  كانوا متابعين وقدموا كل التسهيلات للفريق.

وبالنسبة للمرحلة القادمة لدينا اجتماع قادم مع إدارة النادي لوضع خطة عمل للمرحلة القادمة التي تتطلب بذل جهود كبيرة من كافة النواحي وخاصة من الناحية المادية، حيث تتطلب المشاركة بالدوري الممتاز تامين نفقات ومصاريف كثيرة وتحتاج لتامين المال اللازم لتغطية كافة المصاريف ونفقات المشاركة.

لوحة الشرف:

مثّل الفريق بالدوري كلا من اللاعبين: في حراسة المرمى على أوغلو، يامن الحمود، يامن كساب، محمد السالم، محمود الناصر، مؤيد البوزو، أحمد خلو، عبد السلام العبو، حاتم الحمود، عبد الله الخمري، محمد السدلان، بسام كرعو، سفيان كرعو، حيدرة رشيد، علي عبد السلام، أحمد الأسعد، شعبان حج محمد، محمد الجابر، مالك العبو، أحمد الجاسم، جمال الابراهيم، حسن العمر، عبد القادر حميدي، محمد نور الجاسم، أحمد المرعي، أحمد الجاسم.

وأشرف عليه إدارياً عضو مجلس الإدارة جمعة الخالد، وفنياً كادر مؤلف من: صالح الداوود مدرباً، مؤيد الأحمد مساعدا للمدرب، يحي الخضر مدرباً للحراس.

ختاماً لابد من التأكيد على أن هذا الإنجاز الثمين لم يتحقق بسهولة، بل كان تكاتف عدة جهات وأولها مجلس إدارة النادي بقيادة الأستاذة عائشة الويس والأعضاء أحمد العلي، إسماعيل العلوش، جمعة الخالد الذين بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل تأمين الأجواء المناسبة وتأمين كل مستلزمات الفريق ونفقات المشاركة من خلال التواصل مع أبناء النادي داخل وخارج الرقة الذين قدموا دعم مالي كبير، كذلك لا بد من الإشارة إلى جهود فرع الاتحاد الرياضي وتواجده ومتابعته لتقديم التسهيلات اللازمة عبر الأستاذ أحمد الحسن رئيس فرع الاتحاد الرياضي وبقية الأعضاء، وتواجد ومتابعة الأستاذ محمد جويد مسؤول الشباب والرياضة، وكان للجنة الفنية لكرة القدم دور ومتابعة عبر الأساتذة عبد اللطيف حبيب، وجلال بدوري، والتحية مستحقه أيضا لجمهور النادي وأهل الرقة وخاصة في المباراة النهائية الذين تواجدوا بكثافه وشجعوا الفريق بحماس وأقاموا له استقبال كبير عند عودته للرقة.

لكن بعد كل ما حدث يبقى السؤال الأهم وهو كيفية المحافظة على هذا الإنجاز لأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، وهذا ما يجب أن يعمل من أجله كل أبناء نادي الفرات خلال المرحلة القادمة.