لكل السوريين

بعد اشتباكات الأسبوع الماضي.. مظاهرة السويداء المركزية الأسبوعية مستمرة

احتشد مئات المحتجين في مظاهرة مركزية جديدة بساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وقدمت الوفود من مختلف مناطق المحافظة لتؤكد على استمرار حراكهم الشعبي وسلميته، وإصرارهم على تحقيق مطالبهم.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل مطالبهم بالحرية والتغيير السياسي، وعلت أصواتهم بالهتافات والأهازيج والأغاني الثورية على أصوات الآلات الموسيقية.

ورسموا شعار مقاطعة انتخابات مجلس الشعب على جدران منصة الساحة، وهو شعار حملة المقاطعة التي اعتمدها الحراك الشعبي منذ قرابة الاسبوعين وامتدت إلى مختلف مدن المحافظة وبلداتها وقراها.

وكانت التطورات الأخيرة حاضرة في المظاهرة من خلال اللافتات والهتافات والكلمات التي ألقيت وزادت من حماسة المحتجين في الساحة.

حيث كانت المحافظة قد شهدت اشتباكات بين مسلحين محليين وقوات عسكرية وأمنية بسبب إنشاء حاجز أمني بشكل مفاجئ، على مدخل مدينة السويداء الشمالي وأثار قلق نشطاء الحراك والسكان من احتمال الانزلاق نحو العنف.

اشتباكات وهدنة مؤقتة

لم تصل الاشتباكات التي وقعت في السويداء الأسبوع الماضي إلى مستوى المواجهة المباشرة بين المسلحين المحليين والقوات الأمنية، ولكنها أثارت القلق بين السكان وتسببت بأضرار مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين وأسفرت عن وقوع إصابات طفيفة بين الطرفين قبل التوصل عبر وساطات مكثّفة ومفاوضات غير مباشرة إلى “هدنة مؤقتة”.

وتركزت الاشتباكات وتبادل إطلاق النار والقذائف بين الطرفين حول الحاجز الجديد والمراكز الأمنية المجاورة له ومقر قيادة فرع حزب البعث، وامتدت إلى بلدة قنوات شمالي السويداء حيث تعرًض فرع أمن الدولة لهجمات بالقذائف الصاروخية.

وتطالب الفصائل المسلحة المحلية ونشطاء الحراك بإعادة عناصر الحاجز الجديد إلى ثكناتهم، وعدم إقامة أي نقاط تفتيش جديدة داخل المحافظة، نظراً لعدم الثقة في دور هذه النقاط.

نزع فتيل الأزمة

أعلنت فصائل محلية في بيان مقتضب عن التوصل لاتفاق لإنهاء التوتر في المدينة بعد مساعي جهات دينية وأهلية، وتركز الإعلان على بندين يتعلق الأول بتحويل الحاجز إلى نقطة عسكرية وليس نقطة أمنية لتفتيش المارة وإبعاده باتجاه الغرب.

ويتعلق البند الآخر بتعهد الفصائل بوقف التصعيد وعدم استهداف النقطة العسكرية المذكورة،

وقال مصدر مقرب من مشيخة العقل بالمحافظة إنها تقدمت بمقترحات تتعلق بحاجز العنقود إلى دمشق، سعياً منها لنزع فتيل الأزمة.

وردّت دمشق بالإيجاب على مقترح عدم تشييد نقطة تفتيش للمارة في الموقع العسكري الجديد،

ولم يتم الاتفاق على إبعاد الموقع العسكري من مكانه، وما تزال النقطة العسكرية في موقعها على جانب الطريق بالقرب من دوار العنقود حتى الآن.

يذكر أن الأيام القليلة الماضية شهدت توتراً غير مسبوق، على إثر البدء بإقامة حاجز في مدخل مدينة السويداء، وتطور الوضع إلى هجمات الفصائل المحلية على مواقع ونقاط أمنية.

ويبدو الاتفاق الذي تم التوصل إليه خطوة إيجابية نحو تهدئة التوترات في السويداء، إذ يقلل تحويل الحاجز إلى نقطة عسكرية بدلاً من نقطة تفتيش للمارة، من الاحتكاكات اليومية مع السكان المحليين، ويساهم في تهدئة الأوضاع.