لكل السوريين

“أحمد عرسان” مخضرم كرة نادي الشباب الرقي

كثر هم اللاعبين الذين تألقوا بكرة الشباب منذ صحوتها من غفوتها الطويلة بالدرجة الثالثة، التي استمرت سبعة عشر عاماً على التوالي لكن بالمقابل قلة منهم من استطاع المحافظة على تميزه على مدى تلك الفترة الطويلة التي تلتها وهذا الكلام ينطبق حصريا على مخضرم كرة الشباب وكابتن الفريق أحمد عرسان، الذي استمر في الساحة مغردا لوحده بعد أن ابتعد أغلب زملائه من أبناء جيله محافظاً على مكانته، بل قائدا لزملائه الجدد من اللاعبين وقد نجح بذلك نتيجة التزامه بالتدريب وحبه ووفائه لناديه، وطبعا هذه الميزة التي يتفرد بها (النفس الطويل والقدرة على التحمل) لا تتوفر بأي لاعب إذا لم يكن يمتلك المؤهلات المطلوبة والإعداد والتأسيس الجيد منذ الصغر على أسس متينة.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا اللاعب المتميز نجد إنها بدأت تحديدا في عام 1987، حيث انضم لفريق منتخب مدارس المحافظة الذي شارك في البطولة المدرسية المركزية التي جرت في مصياف وكان من أبرز اللاعبين فيها.

بعدها انضم لفريق ناشئين نادي الفرات، ثم تدرج ببقية الفئات حتى وصل لفئة الرجال وكان ضمن أعضاء الفريق الذي صعد للدرجة الثانية لأول مرة في عام 1992 واستمر معه عدة سنوات، لكنه بعد ذلك انتقل إلى نادي الشباب مع عدد من زملائه اللاعبين بعد معاقبة نادي الفرات وتجميد نشاطه نتيجة بعض الأحداث التي جرت في نهائي تجمع أبطال دوري المحافظات الذي أقيم في إدلب في 1996 وقد شارك مع فريق نادي الشباب الذي تصدر تجمع المنطقة الشمالية وصعد للدرجة الثانية عام 1997، واستمرت مشاركته مع النادي في الدوري حتى آخر موسم  في عام 2013 قبل أن يتوقف النشاط الرياضي بشكل كامل في مدينة الرقة.

وخلال مسيرته الكروية الطويلة عاصر عدد كبير من اللاعبين أبرزهم: ماجد العبيد، عصام العفيش، أكرم الحسين، حسام الشيخ، محمد فرج، خالد الفرا، إياد حمي، رجب الشطي، عدنان مبارك، جورج كبه، نهاد الحسين، غسان مارانو، مهند جهيران، ماجد المحمد، حميدي العلي، قيس العفيش، محمد الجاسم، مازن الكرط، وأشرف على تدريبه خلال مشواره الكروي عدد من المدربين الذين كان لهم دور كبير في تطوير مستواه ومن أبرزهم: نزار ياسين، ومحمد الفرج، وجمال سعيد، ومصعب المبروك.

أما عن الذكريات الجميلة في مسيرته الكروية كانت في مباراة الشباب والفرات في موسم 2009 وكان وقتها وضع كرة الشباب في حالة بائسة نتيجة ابتعاد معظم اللاعبين القدامى، إضافة إلى تأخر الفريق بالاستعداد للدوري وكانت أول مباراة حيث كانت تشير كل التوقعات لصالح جاره الفرات كونه استعد جيدا لهذه المباراة ولاكتمال صفوفه لكن شاءت الأقدار أن يقدم الشباب مباراة جميلة ويفوز يهدف تاريخي سجله من مسافة 40 متر وقد كان لهذا الهدف وقع جميل لدى جماهير نادي الشباب التي احتفلت كثيرا بهذا الفوز، حيث حمله الجمهور وطاف به في الملعب ابتهاجا بهذا الفوز وتلك هي من اللحظات الجميلة التي ستظل حاضرة في ذهنه ولا يمكن أن ينساها.

ومن المحطات الهامة في مسيرته الكروية أنه خلال أزمة الحرب استقر في مدينة اللاذقية وتدرب ضمن فريق الكرة الشاطئية، وقد أثبت حضورها وتم انتقائه ضمن منتخب سوريا الذي كان يستعد للمشاركة في بطولات عربيه وإقليمية،

وبعد اعتزاله اللعب لم يبتعد عن ميدان كرة القدم، حيث عمل مدربا لبعض فرق أندية الرقة، كما عمل حكما لبعض الوقت وشارك في تحكيم العديد من المباريات والبطولات، و مما تجدر الإشارة له إلى أن اللاعب أحمد عرسان من مواليد الرقة 1976.