السويداء/ لطفي توفيق
اعترض مواطنون في قرية “الشريحي” سيارة بداخلها مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية، بعد مرورها بعدة قرى في المنطقة الشرقية من محافظة السويداء.
ولدى اعتراضهم عرّف المسلحون عن أنفسهم بأنهم يتبعون لفصيل “حزب اللواء السوري”، وكانوا في جولة استطلاعية بالمنطقة، فطلب منهم الأهالي مغادرة القرية على الفور لكي لا يقع صدام بينهم وبين عناصر “الدفاع الوطني” المتواجدة فيها.
وذكرت صفحة “تجمع شباب الريف الشرقي” على الفيس بوك، أن مواطنين من قرية “الشريحي” اعترضوا الدورية ومنعوا عناصرها من إكمال طريقهم، تخوفاً من “كارثة دموية” كادت أن تحصل بينهم وبين عناصر من الدفاع الوطني وأهالي المنطقة، بحسب وصفها.
وفي إشارة إلى أحداث الخامس والعشرين من شهر تموز عام 2018، حيث حاول الدواعش اقتحام المنطقة، أضافت الصفحة “بناء على التجارب السابقة من دخول الارهابيين الدواعش للمنطقة وما قدمته من شهداء، فإن شباب التجمع ينصحون بضرورة عدم اقحام المنطقة بصراعات دموية بين ابناء النسيج الواحد خدمة لمصالح متفرقة، فدماء الناس وأمنها أسمى من اي مهاترات استعراضية”.
طرد دورية روسية
وفي بلدة القريّا جنوب السويداء، طرد الأهالي دورية روسية احتجاجاً على الدور الروسي خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة.
وأكدت مصادر محلية أن بعض أهالي البلدة، تجمعوا حول آليتين للقوات الروسية في ساحة البلدية، وأبلغوا مترجم الدورية استياءهم من دور روسيا في المنطقة، وعدم التزامها بتنفيذ الاتفاق المتعلق بالأراضي الزراعية غرب البلدة، حيث يتعرض المزارعون لاعتداءات مستمرة، وطلبوا منه إبلاغ الدورية بضرورة المغادرة الفورية.
وفي توضيحها لأسباب طرد الدورية، ذكرت صفحة “القريّا اليوم” أن روسيا قدمت سابقاً كثيراً من الوعود ولم تلتزم بأي منها، إضافة إلى أن الأرض الغربية ماتزال منطقة نزاع مسلح، ولم تستطع روسيا تنفيذ أي بند من البنود المتفق عليها سابقاً مع الحكومة السورية.
وأشارت الصفحة إلى أن شباب البلدة أبلغوا قائد الدورية الجنرال الروسي، أن القريّا “لن تكون ممراً لأي مشاريع خارجية أو طائفية، باتجاه مدينة بصرى، وأن مشكلة القريّا في الأراضي الغربية، ليست مع اهالي بصرى وحوران، بل هي مع المسلحين المقيمين غرب القريّا”.
وكانت البلدة قد شهدت عدة نزاعات مسلحة بين فصائل من البلدة، وفصائل من بصرى الشام، خلال العام الماضي، وتم احتواء هذه النزاعات بجهود العقلاء من الجانبين، لتتجدد في مطلع العام الحالي بين مزارعي البلدة، وبين رعاة مسلحين يقيمون غربها، مما حرم مزارعيها من الوصول إلى أراضيهم.
توتر شديد بالريف الغربي
وفي ريف السويداء الغربي، شهدت بلدة المزرعة توتراً شديداً بعد وقوع اشتباكات بين أحد الحواجز التابعة لفصيل ما يعرف بـ “حزب اللواء السوري” غربي البلدة، وبين مسلحين مجهولين يستقلون سيارة، مما أدى إلى إصابة أحد المتواجدين فيها، وهروبها باتجاه البلدة، حسب مصدر من المنطقة.
ولفت المصدر إلى أن عناصر الحاجز لاحقوا السيارة الهاربة، ووجدوها في الحي الشمالي من بلدة المزرعة فارغة، وبداخلها أثار دماء، وقاموا بعمليات تمشيط في المنطقة، وعثروا على جثة شخص قتيل، فسحبوها وعلقوها في إحدى ساحات البلدة، واطلقوا عيارات نارية بالهواء، مما تسبب بحالة من التوتر والقلق الشديدين في المنطقة.
وكان فصيل “حزب اللواء” في بلدة المزرعة قد نشر الحواجز على بعض الطرقات المحيطة بها، لتأمينها من عمليات الخطف وقطع الطرق، حسب زعمه.
يذكر أن الأهالي تمكّنوا مؤخراً، من نزع فتيل أزمة كادت أن تعصف بالمنطقة، وأعادوا الهدوء إلى “بلدة الرحى” جنوب مدينة السويداء، بعد إخراج عناصر الدفاع الوطني، وفصيل حزب “اللواء السوري” منها، قبيل وقوع صدام مسلح كان متوقعاً أن يحول بلدتهم إلى ساحة صراع بين الفصيلين، ويؤدي إلى اقتتال داخلي ونزاعات عائلية، لكون بعض عناصر الطرفيين من أبناء البلدة.