لكل السوريين

طرطوس.. مشاريع استثمارية لأزمة العطش المستمرة

تقرير/ أ ـ ن

أزمة العطش وشح المياه المستمرة في ريف محافظة طرطوس، وانقطاعها لفترات طويلة، قد تتجاوز في الكثير من الأحيان 15 يوما، أن الواقع المائي في المحافظة صعب جدا، ويستمر في الظروف الحالية الصعبة وما رافقها من انخفاض كبير في مصادر الطاقة، كهرباء – مازوت، حيث وصلت ساعات التقنين الكهربائي إلى 20 ساعة يوميا، وأصبح اعتماد المؤسسة الرئيس في تشغيل المشاريع على مجموعات التوليد الاحتياطية.

رغم محدودية كمية المازوت المسلمة للمؤسسة، إلا أنه ورغم هذه الظروف استطاعت المؤسسة وبجهود كوادرها كافة، إداريين وفنيين، تأمين مياه الشرب لمناطق المحافظة بما يتناسب مع الظروف الحالية، بحيث تحقق استقرارا مائيا في مراكز مدن المحافظة وتأمين التغذية بمياه الشرب يوميا كمدينة طرطوس وبانياس، ومن 1-4 أيام في: مشتى الحلو، الدريكيش، الشيخ بدر، الصفصافة، مدينة القدموس، حيث أن الواقع الحالي أدى إلى ظهور بعض الاختناقات، ولاسيما في قرى ريف المحافظة، فرضتها طبيعة المحافظة الجبلية وتعدد مراحل الضخ وأطوال الشبكات الطويلة.

ولحل الاختناقات، قامت المؤسسة باستثمار عدة مشاريع جديدة خلال هذا العام، كان لها أثر كبير في تحسين الواقع المائي في القطاعات المستفيدة، كاستثمار مجموعات الضخ الأفقية المقدمة من المنظمات في المحطة الأولى لمشروع جسر الحاج حسن بدلا من مجموعات الضخ الغاطسة، ما زاد من الغزارة المستجرة ، وحقق استقرارا في قطاع القرى المستفيدة، كما تم ربط كامل محطات مشروع مرقية الخمس القديمة والجديدة ، بخط كهربائي معفى من التقنين بطول 6.5 كم، حيث تم استثمار المشروع بكامل غزارته البالغة 290 م3/ساعة، ما أدى الى تحسن من الواقع المائي للقرى المستفيدة مباشرة بتخفيض أدوار المياه في القطاع بشكل ملموس.

كما تم توريد وتركيب مجموعة توليد استطاعة 1250 ك ف، في مشروع الشماميس، تغطي كامل الأحمال الكهربائية في المحطة، بحيث أصبح الضخ متواصلا باتجاه محوري الضخ إلى مدينة صافيتا وقرى الدريكيش، إضافة إلى تركيب مجموعة ضخ غاطسة غزارة 300 م3/ساعة في بيارة المشروع، ما حسن من واقع التغذية للقطاعات المستفيدة.

وفي مشروع خط الجرّ الثاني، أوضح أنه تم في بداية الشهر الحالي تركيب عشر مجموعات ضخ أفقية في محطات خط جر القدموس الثاني، خمس منها مقدّمة مجاناً من المنظمات المانحة عن طريق الوزارة، ما أمّن وارداً مائياً يقارب 300 م3/ساعة إلى القدموس، وهذا أدى إلى تخفيض مدة أدوار المياه بشكل كبير في مدينة القدموس، وفي الريف القريب من القدموس، وسيساهم أيضا في تخفيض الأدوار في قرى الريف الشمالي الغربي للقدموس خلال الأيام القادمة.

كما قامت المؤسسة بربط كل من بئر تل الترمس التابعة للصفصافة، ومشروع الكشفة في صافيتا بخط كهربائي مستقل، وشمل الأول تلة الخضر، تل الترمس، الطليعي، أما الثاني فشمل الكشفة، بيت غية، الكناس، والدعتور، وقريبا سيتم ربط المحطة الثانية في الدلبة التابعة للدريكيش، ومحطة المشروع في مزرعة الحنفية في ريف طرطوس وهما قيد التنفيذ الآن.

وتم استبدال شبكات قديمة للتقليل من الهدر، حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى لخط رديف داعم للقطاع الشمالي الغربي للقدموس، وهذا الخط بالعقد رقم 20/2022بقيمة 795 مليون ليرة لدعم قرى “الحاطرية، الطواحين، شمسين، الدّي، النواطيف، باب النور، جارة الوادي.

كما تم تنفيذ شبكات جديدة في قرى “بطابا- البكرية –مرسحين”، بقيمة 707 ملايين ليرة، ما حسن من الواقع المائي فيها، إضافة إلى استبدال وتوسيع شبكات متفرقة بطول حوالي 25 كم في قطاع الوحدات الاقتصادية للتخفيف من الهدر وتحسين واقع الخدمة، كما تم توريد مجموعات ضخ أفقية لمشاريع، “الهرمل، بمحصر، المحاني”، بقيمة 1.3 مليار ليرة.

واكد ممثلون حكوميون في طرطوس، استمرار التعاون والتنسيق مع المجتمع المحلي وتفعيله ضمن الظروف الراهنة، لقمع التعديات على خطوط دفع وشبكات مياه الشرب التي تنتشر في مختلف مدن وبلدات المحافظة، وذلك للمساهمة بتوظيف المياه المتاحة لأغراض الشرب فقط، وليس لأغراض الزراعة أو الصناعة وغيرها، وخاصة في ظل قلة مصادر المياه وتراجع غزارتها أو حتى جفافها نتيجة قلة الهاطل المطري واستفحال حفر الآبار الزراعية العشوائية المخالفة التي تستنزف المخزون الجوفي والذي لا يمكن تعويضه في ظل قلة الهاطل المطري، وأهمية تفعيل التعاون مع المجتمع المحلي أيضا لكبح جماح حفر الآبار الزراعية المخالفة، وذلك للمساهمة بديمومة مصادر مياه الشرب كأولوية لا يتقدم عليها أي شيء آخر.