لكل السوريين

من دمشق مرورا بحلب فالحسكة.. الأتراك ومرتزقتهم يتفنون بتعطيش السوريين

منذ احتلال تركيا لكل من مدينتي تل أبيض ورأس العين إبان الهجوم الذي أُطلق، ولا يزال مستمرًا على الرغم من الاتفاقات بين روسيا وأمريكا وتركيا- في الـ9 من تشرين الأول 2019، قطع الاحتلال التركي المياه 8 مرات عن الحسكة وضواحيها التي تعتمد على محطة علوك المحتلة بالقرب من رأس العين.

ويعدّ قطع المياه من قبل الاحتلال ومرتزقته جريمة ضد الإنسانية بحسب القوانين الدولية، ويتسبب بكارثة إنسانية خاصة أن القطع يتزامن مع انتشار جائحة كورونا في العالم، ومن ضمنها مدن شمال وشرق سوريا التي سجلت إلى الآن مئات الإصابات، حيث أنه من المعروف أن هذا الفيروس يتطلب الكثير من الماء من أجل ضمان عدم تفشيه، فالمياه تستخدم في التعقيم والنظافة الشخصية.

كما يأتي قطع المياه عن منطقة يعيش فيها مليون نسمة وتوجد فيها ثلاثة من أكبر مخيمات النزوح في شمال وشرق سوريا “واشوكاني، العريشة والهول”، وفي فصل الصيف حيث الحاجة الملحة للمياه.

وسبق لمرتزقة تركيا أن استخدموا المياه كسلاح في الأزمة السورية، إذ استخدموها ضد أهالي مدينتي دمشق وحلب، واليوم يستخدمونها ضد أهالي مدينة الحسكة وريفها.

ويرى المراقبون أن قطع مياه محطة علوك هو لابتزاز الإدارة الذاتية والضغط عليها من جهة عبر تأليب المجتمع على هذه الإدارة والسعي إلى خلق فتنة طائفية بين العرب والكرد.

ومن جهة أخرى استخدامها كمبرر لشن هجمات جديدة على المنطقة واحتلالها، استكمالًا للمخطط التركي باحتلال كامل شمال وشرق سوريا على مسافة تصل إلى 450 كيلومترًا، بدلًا من 130 كيلومترًا بين رأس العين وتل أبيض المحتلتين، حيث سد الطريق أمام ذلك بعد الاتفاق الذي وُقّع بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، والتي اقتضت بنشر حرس الحدود السوري على طول الشريط الحدودي، وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة.

بدورها، استطاعت الإدارة الذاتية بجهودها المكثفة وإمكاناتها المتعددة إيجاد حلول بديلة عن مشكلة انقطاع المياه عن الحسكة ومنع وقوع كارثة إنسانية كانت على وشكل الوقوع؛ نتيجة انقطاع دولة الاحتلال التركي المياه عن محطة علوك بشكل ممنهج لتهجير أهالي الحسكة وتغيير ديمغرافية المنطقة.

وسعت مديرية المياه في الحسكة بكافة السبل إلى إيجاد حلول إسعافية لحل مشكلة المياه، وتمكنت من إيجاد ضالتها في محطة الحمة الواقعة 11 كم غربي مدينة الحسكة، لتكون حلاً للمعاناة.

محطة الحمة مؤلفة من50 بئراً دخلت جميعها في الخدمة، بغزارة 30 ألف م3, المديرية نوهت أن هذه المحطة لن تسد حاجة الأهالي وستؤمن 50% فقط من كمية المياه. عبد الرزاق محمد، بيّن بأن المياه التي تم ضخها قبل أيام من محطة الحمة إلى الأحياء الشرقية بمدينة الحسكة، كانت جيدة من حيث صلاحيتها للشرب.

وفي ستينيات القرن الماضي بدأت تركيا بشن “حرب المياه” ضد جارتيها سوريا والعراق، واليوم تستخدم مياه السوريين وفي أرضهم كسلاح ضدهم، مهددةً أكثر من مليون شخص في شمال وشرق سوريا بالتزامن مع انتشار وباء كورونا، ضاربةً بعرض الحائط المواثيق الدولية وسط صمت مخزٍ من الأمم المتحدة.

ويذكر التاريخ أن العثمانيين عندما كانوا يهاجمون منطقة ما، كانوا يحاصرونها ويقطعون عنها الماء والغذاء حتى يستسلم أهلها لهم جوعًا وعطشًا، وتسير تركيا الحديثة على خطا العثمانيين، فقد بدأت منذ ستينيات القرن الماضي بشن حرب المياه على الجارتين سوريا والعراق للقبول بسياساتها، وذلك باستخدام نهري الفرات ودجلة كسلاح.