لكل السوريين

رياض درار في حوار خاص مع السوري ’’مصر هي من اختارتنا، وعلى النظام التعامل بجدية لإنهاء معاناة السوريين’’

أكّد رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، أكد أن مجلس سوريا الديمقراطية كانت له استراتيجية واضحة منذ تشكيله، وهي تفعيل مشروع اللامركزية الذي يعتبر الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، ويعمل على تحقيقه ضمن سوريا ككل.

حديث درار جاء بعد أن أجرى مراسل صحيفتنا حوارا مطولا معه على هامش الاجتماع السنوي للإدارة الذاتية الذي أقيم على مدار يومين متتاليين، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

في العام الماضي أجرى مجلس سوريا الديمقراطية عدة لقاءات مع ممثلون رسميون عن دول عدة، فإلى أين توصل؟

هدفنا الرئيسي من خلال لقاءاتنا مع وفود خارجية هو إعطاء صورة حقيقية وفاعلة عن مشروع اللامركزية الذي نسعى لتطبيقه ضمن سوريا لاحقا، سوريا الواحدة الموحدة.

توجنا المشروع اللامركزي بإنجاز عسكري تحقق في القضاء على الجسم العسكري لتنظيم داعش الإرهابي، والعديد من الخلايا النائمة المتعاملة معه.

وخلال هذا كله؛ قمنا بعلاقات عديدة مع دول عربية وعالمية، وأجرينا مفاوضات مع هذه الدول، منها بعد العدوان التركي على شمال شرق سوريا، بعض تلك الدول كانت لا تجرؤ على اللقاء بنا، ولكن اليوم أصبحنا نلتقي بهم داخل برلماناتها ووزارتها الخارجية، نطمح لأن نكون فاعلين في إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية ككل.

في الفترة الأخيرة، أجرى مجلس سوريا الديمقراطية لقاءات في مصر، فما الهدف من اختياركم لمصر بالتحديد؟

الحقيقة أن مصر هي التي اختارتنا؛ هي من أرسلت بطلبنا وبالطبع فإن مصر رائدة في البلدان العربية، وعندما جرى العدوان التركي على بلادنا طلبوا أن نشارك في اللقاءات التي حصلت في مؤتمر وزراء الخارجية الذي جرى في جامعة الدول العربية، نحن بدورنا شاركنا في إعطاء التصور عن هذا الواقع وعن هذا العدوان.

بدأ اجتماعنا مع وزير الخارجية المصرية سامح شكري، ثم استمر هذا اللقاء من أجل متابعة مشروع مؤتمر القاهرة وتطويره، ونحن بصدد عقد مؤتمر القاهرة (3)، وسنكون فاعلين فيه، وسوف يمنحنا هذا المؤتمر امتداداً آخر على الساحة العربية، وأيضا على مستوى النشاط السياسي السوري، لأن هناك تفاعلات مع آخرين لم يكونوا مشاركين معنا من السوريين، سواء من الموجودين في هيئة الرياض أو في مؤتمر القاهرة في اللجنة الدستورية، سنجد الطريقة أو الوسيلة لنكون شركاء في هذه الفعاليات.

لماذا تحفظت الإدارة الذاتية على موت قاسم سليماني, على الرغم من تأثير مقتله على المنطقة ككل، وأنتم جزء رئيسي منها؟

قاسم سليماني كان مسؤول ملفات كبيرة جداً في المنطقة، وهو من يدير هذه الملفات بقوة وفاعلية، وقد أثّر في كثير من المسارات، نحن لم نكن طرف في مسألة إدارة هذه الأمور التي كان يقوم بها أو هذه المؤثرات التي يرسمها، لم نكن بمواجهة مباشرة مع حركاته، ثم أننا كنا ننظر إلى الفعاليات على أن تكون إيجابية باتجاه مصلحة ما، وكنا نراقب وما زلنا نحن أيضاً محايدين في مسألة ما حصل معه، خاصة أن الموقف الإيراني موجود في سوريا بفاعلية كبيرة، ونحن نريد لكل المتدخلين في العمل أو التواجد في سوريا أن يكونوا إيجابيين وأن نتعاون معهم من أجل حل المشكلة السورية، ولسنا بصدد الدخول في إشكالات إعلامية لا مبرر لها.

لا يزال الأتراك الغزاة يهددون بمواصلة العدوان على شمال شرق سوريا، فهل باعتقادك أنه سيتوقف عند هذا الحد، أم أنه سيتوسع أكثر؟

التنافس الروسي الأمريكي موجود في المنطقة، وكلاهما يقايضون التركي على حساب مناطقنا وشعبنا، ويحاولون كسب تركيا إلى جانبه؛ وبالتالي الخسارة عندنا، والطموح التركي موجود، هناك العثمانية الجديدة مشروع اردوغان المستقبلي، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يتقدم إلا أن تكون هناك مرحلة جديدة من التنافس بين روسيا والولايات المتحدة قابلة بإعطائه المزيد من المكاسب، وهو يستقل هذا ويبتز الدولتين، ولكن هذا لن يكون لمصلحة تركيا، لأن أطماعها كثيرة، ومن حق الشعوب ونحن منها أن تدافع عن نفسها وتعيد حقها، وكل ما سلب من الأرض السورية في لحظة ما سنقوم نحن السوريون باستعادته، والأمر لن يبقى بيد أردوغان وطموحاته، لأنه سيقود الشعب التركي إلى التهلكة بمثل هذه الاندفاعات.

هل تعتقدون أن النظام السوري كان مسرورا عند بدء العدوان التركي على شمال شرق سوريا؟

النظام السوري أصبح رهينة السياسات الروسية، وبالتالي المسألة ليست مسألة أنه شامت في ما يحصل بالمنطقة، لكنه يرغب بأن تكون الإدارة الذاتية ضعيفة، وبالتالي يرى الهجوم على مناطقنا أنه ورقة من الأوراق التي ستجعلنا نرتمي بأحضانه، لكن الصمود الذي تحقق أثبت أننا متجهون صوب حل سياسي حقيقي، وأننا لن ننكسر، ونسعى باستمرار للوصول إلى نتائج إيجابية من أجل سوريا والسوريين، وعلى النظام أن يستجيب، وإلا سيفقد مشروعيته التي هي جزء من اعتراف الشعب به، ونحن من هذا الشعب.

دائما هناك ادعاءات بأن هناك جهات غير سورية تساعدكم، فبماذا ترد؟

مشروعنا سوري بامتياز، الذين يقومون بالمشروع هم سوريون يحملون الجنسية السورية، ومنهم من كان يحمل الهوية الحمراء، وهم يدافعون عن مشروعهم في سوريا، ولا يطالبون بغير سوريا، وبالتالي الناس الموجودين في سوريا سوريون، ولا يمكن لأحد أن يطالب بإخراجهم.

كل ما يقال عن وجود غير سوريين في مشروعنا هي ادعاءات كاذبة، وبالنسبة للذين قاتلوا داعش بعضهم جاء بهدف إنساني وعالمي، وبمجرد القضاء على الإرهاب كليا سيعودون لبلادهم، وليسوا مطالبين بالبقاء.

الآن روسيا دخلت بدور الضامن، فهل تعلقون آمالكم على روسيا، لا سيما وأنها خذلت السوريين من أبناء عفرين قبيل احتلالها؟

نحن لا ننسى موقف روسيا في عفرين، وخذلانها لأبناء عفرين ومساعدتها للعدوان التركي باحتلال المنطقة، السياسات الروسية التي تكون على حساب الأرض السورية هي مرفوضة وغير مقبولة، بالنتيجة نحن مع روسيا نتفاوض لأنها موجودة بقوى وفعالية أكبر من الدول الموجودة، فإن تفاوضنا معها من أجل الحل وليس من أجل التنازل وتفاوضنا أيضاً من منطق القوى لأننا أبناء أرض ندافع عن حقوقنا فيها، وعلى النظام نفسه أن يكون مجارياً لنا وليس خاضعاً لأحد في ذلك.

في حال تم تقديم دعوة لكم للمشاركة في أستانا هل ستلبون الدعوة، وأنتم تعلمون أن كلا من تركيا والنظام هم من عملوا على عدم دعوتكم؟

نحن بدورنا لا نتمنى أن تستمر كل هذه المسارات، ونسعى للبدء بمسار تفاوضي جديد مختلف من أجل أن نحقق الحل السوري، مسار أستانا فاشل، وهو مسار اقتصر على تطويق الجماعات المسلحة والقضاء عليهم باسم خفض التصعيد، ثم الآن هو يعمل على القضاء على الجانب السياسي الذي بقي متعلقاً بحبال تركيا، وتركيا تساهم في ذلك ولن نقع في حبالها ونعمل من أجل رسم مسار مدعوم عربياً، ومن جهة أخرى نعمل على مسار يمكن أن يعمل مع القوى الدولية مباشرةً وأن نفاوض الحكومة السورية بشكل مباشر، وهو أفضل الطرق والوسائل، وهذا له سيناريوهات نحن نعدها ونقرأها بشكل جيد من أجل الوصول إلى نتائج فيها.

حاوره/ فهد السوري