لكل السوريين

بسبب رفقة السوء وضغوطات نفسية.. آفة التدخين تنتشر بين الأطفال في مشهد دخيل

حلب/ خالد الحسين

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التدخين لدى الأطفال في الشوارع والساحات والحدائق العامة ، ويعتبر هذا المشهد غير مألوف وغريب من نوعه حيث انتشرت هذه الآفة بكثرة في مدينة حلب.

بعض الأهالي عزوا السبب لضعف المراقبة من قبل ذوي الطفل وعدم الاهتمام الكافي بالأبناء مما يدفعهم لخوض غمار هذه التجربة وبالتالي الإدمان عليها.

“أبو محمد” قال في حديثه لصحيفة السوري: “الأمر بات خطير وخطير جداً المدخنين اليافعين منتشرين وبكثرة في المدارس والساحات العامة والمقاهي وما يزيد الطين بلة تدخين النرجيلة التي تعتبر أخطر وأشد وطأة من السجائر”.

وأجمع عدد من المختصين في مجال التربية والصحة النفسية على أن الأسرة تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في الوقاية من ظاهرة تدخين الأطفال والمراهقين، من خلال فتح قنوات الحوار المستمرة للتوعية بالأضرار الناتجة عنه على الصحة العامة وفى مقدمتها الإصابة بمرض سرطان الرئة ، مؤكدين فى الوقت ذاته على ضرورة إتباع أسلوب اللين والرفق والاحتواء مع من ابتلوا بهذه الآفة التي تؤرق المجتمع ، حيث أن العنف والقسوة لن تحل المشكلة بل ستزيد منها.

وفى إطار مسؤوليتها الاجتماعية لنشر التوعية بين أفراد المجتمع، حرصت “السوري” على مناقشة أسباب التدخين لدى الأطفال ووضع حلول جذرية لحماية أبنائنا من أضرار ومخاطر التدخين، من خلال استطلاع آراء المختصين والعلماء، حيث يقول المختص في مجال الدعم النفسي “أحمد السراي ” أن التدخين أصبح ظاهرة بين المراهقين والمراهقات، وينبغي أن تعالج من قبل الآباء والأمهات عن طريق نشر الوعي الصحي وليس بالعنف والقسوة.

وأوضح ”السراي” بأن هناك الكثير من الحالات يمارس المراهقون هذه العادة السيئة أثناء غياب الوالدين عن المنزل أو وهم مستترون عن عيون آبائهم أو خارج المنزل مع أصدقاء السوء، مؤكداً على أن الحل الأمثل هو إيقاظ الوعي والعقل لديهم بأهمية الاهتمام بصحة الإنسان والعناية بما يعود على الفرد بالسلامة مع التركيز على مخاطبة العقل والتوعية والتوجيه والرفق خاصة في هذه الأعمار لان الفتاة أو الشاب في سن المراهقة لديه كثير من الاندفاع، ولا يستطيع تفسير دور الأب والأم نحوهم من النصح والتوجيه، فيظن أنه نوع من أنواع السلطة، فتكون النتيجة التمرد على توجيهات الأبوين.

وأضاف ”السراي” أنه من الأفضل أن يكون هناك جو من الأمن بحيث يجعل الوالدين القرار في يد الفتاة أو الشاب ويكون دور الأب هو التوعية والتوجيه والنصح القائم على توضيح الأضرار والعواقب الوخيمة على صحة المراهق جراء تدخين التبغ، مع الاستشهاد بحالات مرضية عانت جراء التدخين وانتهى بها الحال إلى مصير مأسوي بسبب ممارسة هذه العادة الخطيرة.

ويشدد “السراي” على ضرورة الاعتماد على أسلوب الرفق واللين في التعامل مع الأبناء، موضحاً أن الغلظة والقسوة دون توضيح لا تؤدى إلى النتائج المرجوة وإنما يتولد عنها الخوف والكذب والتمرد في السلوك والإصرار على التدخين.