لكل السوريين

نساء عاملات بنجاحهن استطعن تحقيق احلامهن وتحسين أوضاعهن

حماة/ جمانة الخالد

تمكنت عشرات الحمويات من جعل أحلامهن في تحسين أوضاع أسرهن المادية حقيقة من خلال تأسيس مشروعات منزلية صغيرة تدر عليهن دخلا يخرجهن من دائرة الحاجة، تم تمويلها بقروض مالية متواضعة، أسهمت في تشكيل مستقبل أكثر أمانا واستقرارا، ولتؤكد هؤلاء النسوة، أنهن شريك مهم، وفاعل في الأسرة ومساعدة الرجل.

تقول ولاء وهي ربة بيت وأم لخمسة أطفال، إنها اقترضت مبلغا ماليا صغيرا من إحدى المؤسسات المالية الخاصة منذ ثلاث سنوات، وبدأت بتنفيذ مشروعها الصغير لحياكة المشغولات اليدوية بطريقة تراثية وتعبر عن تاريخ الاردن، وتراثه.

وتشير أنها تمتلك مهارات التطريز اليدوي منذ الصغر وساعدها المبلغ الذي اقترضته في توفير المواد الخام اللازمة للبدء بمشروع مطرزات، ولما توسع المشروع، ونمت مبيعاته، استعنت بسيدات من المنطقة مقابل مبلغ من المال في تطريز الأثواب الفلاحية المميزة.

وتسوق منتجاتها حاليا من خلال الإنترنت؛ الأمر الذي حقق لها ولجاراتها دخلا ممتازا أستطعن من خلاله تأمين لقمة عيشهن، ومساعدة أزواجهن في مصروف البيت، وتكاليف دراسة الأبناء في المدارس والج امعات.

وعن تطوير مشروعها تقول ولاء: إنها بدأت تنوع في حياكة وتطريز عدة اشكال تراثية من الاثواب الفلاحية والشماغات والشالات وغيرها من القطع الفنية التي تصلح لتزيين المنازل، مؤكدة أن منتجها يلقى إقبالا متزايدا من مشترين، وتعمل امرأة لتلبية الطلبات على إنتاجها محليا وخارجيا، تنوي افتتاح معرض حرفي خاص لعرض مطرزاتها المتنوعة.

أيضاً إسلام وهي معلمة متقاعدة منذ خمس سنوات تقول: بعد التقاعد بدأت أشعر بفراغ كبير في حياتي، إذ يعمل زوجي سائق تكسي ساعات طويلة، ولدي ستة أبناء في الجامعات والمدارس، وأصبحنا بحاجة لزيادة دخلنا.

تقول المرأة، أشارت عليَّ إحدى صديقاتي بزراعة حديقة منزلنا البالغة مساحتها ثلاثة دونمات ببعض الأعشاب العطرية، والخضراوات الورقية مثل النعنع، والبابونج، والميرمية، والزعتر، والبصل الأخضر، والفول، والحمص؛ فاشتريت البذور والسماد، والأشتال اللازمة للبدء بهذا المشروع.

وتضيف، كانت المفاجأة لي ولصديقتي ولأسرتي غزارة الانتاج وجودته؛ ما جعلني أستعين بمهندس زراعي؛ كما استعنت بأشخاص آخرين لتسويق المنتوجات، وتغليفها، وتوزيعها على محال بيع الخضار المنتشرة في محافظة حماة، والبعيدة عن سوق الخضار، وكذلك على المطاعم، والمطابخ الإنتاجية التي أصبحت تقصدها مباشرة لشراء الاعشاب العطرية، والخضراوات الطازجة يوميا، مشيرة إلى أن المشروع حقق لها، ولأسرتها دخلا ساعدها على توفير دخل للإنفاق على أسرتها، وتوفير جزء من الأقساط الجامعية لأولادها .

أما فاطمة فتقول: إنها بعد أن كبر أبناؤها التحقت بالعديد من الدورات وورش العمل الخاصة بالسيدات، وتعلمت فن التجميل والمكياج وتصفيف الشعر، وخصصت غرفة من منزلها ليكون صالون تجميل تقصده بعض الجارات والصديقات، ولما زاد عددهن، حصلت على قرض واستأجرت صالونا صغيرا، وجهزته بمستلزمات العمل من كريمات، ومواد المكياج، وجهاز تنظيف للبشرة الأمر الذي أسهم بتوسع المشروع ونجاحه، موضحة أنها أصبحت الآن تبيع أدوات التجميل، والإكسسوارات، وساعدت في تشغيل مجموعة من الفتيات الباحثات عن العمل.

وتشير إلى أن صالونات التجميل من المشروعات الصغيرة المربحة، وتلقى رواجاً كبيراً من قبل السيدات نظرا لاهتمامهن بالعناية بأنفسهن والظهور بمظهر جذاب، مبينة أن الأمر يحتاج إلى توفير مكان بموقع، ومساحة مناسبة، والاستعانة بعدد من النساء للمساعدة في تصفيف الشعر والمكياج، وتوفير منتجات العناية بالشعر، والبشرة، بموازاة المحافظة على نظافة المكان، والأدوات المستخدمة وتعقيمها بشكل دوري ويومي.

وتدعو فاطمة وهي تحمد الله على نجاح مشروعها كل سيدة قادرة على العمل إلى البدء بمشروع لقضاء وقت فراغها وبما ينعكس ايجابا عليها وعلى أسرتها ويحقق لها دخلا جيدا.