لكل السوريين

حماس حسمت أمرها.. وانحازت للتحالف الإيراني

أكدت حركة حماس الفلسطينية من دمشق استئناف علاقتها مع السلطات السورية، بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات.

وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن قرار الحركة باستئناف علاقاتها مع سوريا، ونقلت وكالات أنباء عالمية قول مصادر منها “إن الطرفين عقدا عدة لقاءات على مستويات قيادية عليا لإعادة العلاقات، وإن قرار إعادة العلاقات مع سوريا اتخذ بالإجماع داخل حماس”.

وأثار هذا القرار التساؤلات حول الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذه، وحول دور إيران وحلفائها في هذا القرار.

ورأى مراقبون متابعون الفلسطيني أن المتغيرات الإقليمية قد ساهمت باستئناف العلاقات بين الحركة وسوريا في إطار مساعي إيران لبناء ما يمكن تسميته بالتحالف الإقليمي في مواجهة التحالف الذي تسعى إسرائيل لبنائه بقيادة الولايات المتحدة.

كما أن فتور العلاقات التركية معها وتقارب أنقرة من إسرائيل، دفع حماس باتجاه تسريع محاولاتها للعودة إلى تحالفاتها الإقليمية القديمة وترميم علاقتها مع دمشق، والتمسك بإيران وحلفائها، مما يشير إلى أن الحركة قد حسمت أمرها وانحازت إلى التحالف الإيراني.

طي صفحة الماضي

طرقت حركة حماس أبواب دمشق من خلال زيارة وفد منها جاء من بين وفود فلسطينية أخرى بعد توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاق مصالحة في الجزائر تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام.

وأعلنت على لسان نائب قائد الحركة في قطاع غزة خليل الحية، أن قيادة حماس طوت صفحة الماضي، واعتبر الحية أن خطوة القيادة تعطي قوة لمحور المقاومة ولكل المؤمنين بها.

وقال خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع “نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك مع سوريا”.

ولم تكن هذه الخطوة من جانب الحركة مفاجئة، بل تم التمهيد لها إعلامياً بشكل مكثف على مدى الأشهر الماضية.

وركز الإعلام السوري خلال الأيام الماضية على التمييز بين الجناح المقاوم والجناح الإخواني في حركة حماس.

وقالت صحيفة الوطن شبه الرسمية إن “الفصائل الفلسطينية في سورية تلقت دعوات من القيادة السورية لمشاركة ممثلين عنها في اللقاء، وسيكون ضمن وفد الفصائل ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الإخواني”.

إعادة تقييم

يربط محللون سياسيون خطوة حماس باستعداداتها لمرحلة ما بعد محمود عباس، ومراقبتها للانقسامات داخل السلطة الفلسطينية، وتحينها للفرصة المناسبة للانقضاض على مؤسساتها، ولذلك تعيد ترتيب علاقاتها مع دمشق ومع دول أخرى.