لكل السوريين

مشروعنا وطني وسيحقق استقرار البلاد.. خارجية الإقليم تؤكد: “دمشق الجديدة لا تزال مترددة في التعامل مع الإدارة، والسبب أطماع تركيا التوسعية والميثاق الملّي”

تقرير/ أحمد الحمود
شددت الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على التزام الإدارة الذاتية بالحوار الوطني السوري ووحدة الأراضي السورية، نافيةً الاتهامات بالسعي إلى تقسيم سوريا، وأكدت أن جميع المكونات في شمال وشرق سوريا تعيش معاً بانسجام، وأن الإدارة الذاتية تمثل مشروعاً وطنياً يسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام لسوريا بأكملها.

خلال الاجتماع الدوري لمنسقية المرأة، تناولت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، المستجدات السياسية والعسكرية في المنطقة، وأكدت أن التصعيد العسكري التركي، بما في ذلك القصف الجوي المستمر على مناطق شمال وشرق سوريا وبالتحديد سد تشرين وجسر قره قوزاق ومحيط كوباني، يعكس استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض سيطرة تركيا على الجغرافيا السورية، وأشارت إلى أن “المعارك التي تدور ليست مجرد دفاع عن شمال شرق سوريا، بل عن سوريا بأكملها”.

وفي لقاء خاص مع صحيفة السوري، قالت الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، أن “تركيا تسعى لوضع سوريا تحت وصايتها بالكامل من أجل تطبيق “الميثاق الملي”، بعدما كانت تحاول السيطرة على بعض المدن فقط، واعتبرت أن مقاومة سد تشرين والتصدي للهجمات التركية هي دفاع عن الإرادة السورية، ما يجعلها مقاومة مشروعة في وجه التوسع التركي.”

وأشارت أحمد إلى أن تركيا تستغل مصالحها مع القوى الدولية للضغط على الإدارة الذاتية وإفشال مشروع الإدارة الذاتية، في وقت تشهد فيه دمشق تغييرات في مراكز السلطة، وأوضحت أن حكومة دمشق لا تزال مترددًا في التعامل مع الإدارة الذاتية، حيث لم تُعقد لقاءات جدّية باستثناء اجتماعات حصلت بين قيادات قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين في دمشق.

أوضحت أحمد أن تركيا تستغل علاقاتها مع القوى الدولية للضغط على الإدارة الذاتية وإفشال مشروعها، في وقت تشهد فيه دمشق تغييرات في مراكز السلطة، وأشارت إلى أن حكومة دمشق لا تزال مترددة في التعامل مع الإدارة الذاتية، حيث لم تُعقد لقاءات جدية باستثناء اجتماعات بين قيادات قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين في دمشق.

كما أكدت أن الإدارة الذاتية أجرت مؤخراً لقاءات موسعة لطرح رؤيتها كنموذج للحل، حيث تمت مناقشة مستقبل شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وشددت على أن هناك قنوات جديدة للحوار، وجميع الأطراف التي تواصلت معها أبدت موقفاً داعماً لمشاركة شعوب المنطقة في بناء سوريا المستقبلية على أسس الديمقراطية واللامركزية.

المشهد الإقليمي وتأثيراته على سوريا

على المستوى الإقليمي، قالت أحمد إن نظام الأسد فقد دعمه الخارجي تدريجياً، ما أدى إلى سقوطه وتراجع نفوذه أمام القوى الإقليمية والدولية، واعتبرت أن الاتفاقات الدولية قد تلعب دوراً رئيسياً في رسم مستقبل سوريا، لا سيما في ظل الحديث عن تفاهمات محتملة بين القوى الكبرى حول ملفات تشمل أوكرانيا وإيران وسوريا.

ضرورة الحوار الوطني وتمثيل كافة المكونات

أكدت أحمد أن مستقبل سوريا يجب أن يُبنى على أسس الديمقراطية والتنوع، مشددةً على أهمية تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك النساء والشباب والطوائف المختلفة في سوريا، في أي إدارة مستقبلية للبلاد، وأوضحت أن الحوار يجب أن يكون سوري-سوري دون إقصاء أي مكون، مع ضرورة تبني نموذج اللامركزية كضمان لاستقرار البلاد.

كما دعت إلى تفعيل القرار الأممي 2254 كإطار للحل السياسي، محذّرةً من أن استمرار تجاهله سيُبقي سوريا في حالة من الجمود السياسي والانقسامات.

وسط هذه التحولات، يبقى المشهد السوري معقداً، في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد مناطق شمال شرق سوريا، وضبابية المسار السياسي في دمشق، والتأثيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، ومع ترقّب المجتمع الدولي لمواقف الإدارة الأمريكية الجديدة، يبدو أن سوريا لا تزال أمام مرحلة انتقالية طويلة تتطلب حلولًا سياسية واقعية تضمن استقرار البلاد ومستقبل شعبها.