لكل السوريين

انهيار الليرة التركية المفروضة في إدلب يمنع الأهالي من التحضير للعيد

إدلب/ عباس إدلبي 

استعانوا بالليرة التركية للتخفيف من ارتفاع الأسعار وضبط السوق فكانت وبالا عليهم، وزادت من حدة الفقر والجوع، ولكن السؤال الذي يطرحه المواطن دائما (من المستفيد من فرض الليرة التركية ولماذا لا تتدخل الحكومة التركية لضبط الليرة كونها المسيطرة على المنطقة؟

أسئلة وجهها لنا مواطنون كنا قد أجرينا معهم حوار حول ارتفاع الأسعار من مواد غذائية وخضار وألبسة خاصة في شهر رمضان، ولكن الإجابات لأسئلتهم لم تلقى أي رد مما تسمى “حكومة الإنقاذ” التي تدير إدلب وتتعامل بشكل صريح مع الاحتلال التركي.

ومن خلال جولة استطلاعية لصحيفتنا في أسواق إدلب، حيث يبدأ الأهالي بالتحضيرات للعيد الذي أصبح على الأبواب، لاحظ مراسلنا كثافة كبيرة في الأسواق، لكن حركتي البيع والشراء معدومتين.

وأغلب الذين أجرى معهم مراسلنا لقاء كانوا قد أشاروا إلى أنهم يقصدون أسواق البالة فقط لشراء الملابس لأطفالهم، فالأسعار الجنونية تمنعهم من ارتياد محلات الألبسة الجديدة.

أم عامر، سيدة في الـ 45 من عمرها، اصطحبت ولديها البالغان من العمر 11 و14 عاما للسوق الرئيسي في مدينة إدلب، التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من الاحتلال التركي، اصطدمت بالأسعار الجنونية المعلنة في المحال التجارية.

وتقول أم عامر “للأسف الكل مفروض عليه البيع بالليرة التركية، ولا نستطيع أن نشتري بها لأننا لا نملك عملة تركية، وممنوع علينا اقتناء العملة المحلية، وكما تعلمون الليرة التركية تعاني من انهيار حالي في الأسواق العالمية، وبالتالي نحن المتأثرون بالدرجة الأولى”.

أبو عبدو، من مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، قصد وعائلته المكونة من أربعة أشخاص مدينة إدلب للتحضير للعيد، عسى أن يجد أسعارا أرخص من التي في أسواق سرمدا، باعتبار أن إدلب مدينة وأسعارها تكون دائما أقل من أسعار الأرياف حسب ما أشار، لكنه لم يستطع شراء الملابس لأطفاله.

ويقول أبو عبدو “سعر الحذاء الواحد 80 ليرة تركية، أي ما يعادل 33 ألف ليرة سورية، والبنطال الولادي ثمنه 100 ليرة تركية، وأنا عاطل عن العمل، ولا يمكنني شراء ملابس لأطفالي، كما وأنني لا أملك العملة التركية، وبالتالي فأنا مضطر لعدم شراء ملابس لهم، وربما سأتجه للبالة إن وجدت أسعارا أرخص”.

وفرضت دولة الاحتلال التركي على المواطنين في إدلب السورية التعامل بالليرة التركية في المناطق المحتلة التي تسيطر عليها مجموعات إرهابية متعاملة معها كـ “هيئة تحرير الشام، والجيش الوطني، وأحرار الشام” وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

وتعرضت الليرة التركية لخسائر كبيرة في الآونة الأخيرة أمام العملات العالمية، حيث خسرت كثيرا من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، وبالتالي انعكس الأمر سلبا على المواطنين في شمال غربي البلاد.

واعتاد أهالي إدلب على البدء بالتحضير للأعياد مع دخول العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك، إلا أن ارتفاع الأسعار في هذا العام حدّ من قدرتهم الشرائية في ظل غلاء فاحش منتشر في أسواق إدلب.

وتخضع مدينة إدلب بالكامل لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية، وتشهد المنطقة تواجدا مكثفا لنقاط الاحتلال التركي، في المنطقة التي باتت تعرف بمناطق خفض التصعيد.