لكل السوريين

المسحر مهنة موروثة خاصة بشهر رمضان ومصدر رزق لصاحبها

تقرير/ صالح اسماعيل 

يتميز شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بعادات وطقوس دينية واجتماعية خاصة، يقوم بها المسلمون، تعد جزء من ثقافتهم الدينية والاجتماعية، والقيام بأعمال تساعدهم على أداء هذه الفريضة الإسلامية منها السحور وهو الأكل والشرب قبل الفجر ودخول يوم الصيام ،وذاللك لتحمل مشاق الصيام.

المسحر مهنة يقوم بها أشخاص اتخذوا هذا العمل مصدر لكسب قوت يومهم في هذا الشهر الفضيل، حيث لا يتم العمل بها في باقي أوقات السنة، وهي مهنة موروثة تناقلها هؤلاء الأشخاص عن آبائهم وأجدادهم، وتتميز بأدواتها الخاصة.

ولاتزال هذه المهنة محافظة على وجودها ولاسيما في أرياف مدينة الرقة حيث يمكن مزاولتها في القرى والبلدات، حيث يجوب (المسحر) الحارات في القرية في أوقات السحور قبل أذان الفجر، وذلك لإيقاظ وتنبيه الناس على وقت (التسحر) الأكل والشرب قبل البدء بيوم الصيام، باستخدام طبل كبير وترديد بعض العبارات الخاصة (يا صايم وحد الدايم، قوموا على سحوركم أجى رمضان يزوركم)، وغيرها من العبارات التي يحفظها المسحر.

المسحر فياض الأحمد 42 عاما، يعيل عائلة من سبعة أشخاص يقول: “توارثنا هذه المهنة عن أباءنا وأجدادنا، وأقوم بهذا العمل منذ عدة عقود أنا وأخواتي الثلاثة، حيث نتوزع كل منا في قرية في ريف الرقة”.

وأضاف الأحمد: “مع قدوم شهر رمضان أنصب خيمة بجوار المسجد في القرية، وأقوم بتجهيز الأدوات الخاصة التي استخدمها (طبل)، ونقوم بهذا العمل بشكل مجاني دون أجر أو راتب محدود، وإنما يقتصر على المساعدات المقدمة من قبل أهالي القرية التي تساعد في إعالة أسرتي”.

وبيّن فياض الأحمد في ختام حديثه بأنه يسعى للحفاظ على هذا الأرث الذي يتناقله جيل بعد الأخر عن طريق العناية بأدواته الخاصة والسعي لتعليم أبناءه وأحفاده كيفية القيام بهذا العمل.