لكل السوريين

الحوالات الخارجية مصدر الدخل الجديد في دمشق، وارتفاع البطالة وتدني الوضع المعيشي يخنق الأهالي

دمشق/ روزا الأبيض 

تستمر المعاناة السورية حتى بعد مرور 11 عاما على بدء الأزمة التي تسببت بتهجير وتشريد السوريين، ومع توقف الحروب بشكل كبير عما كان عليه إلا أن معاناة أخرى يشهدها الأهالي ألا وهي تردي الأوضاع الاقتصادية التي أدت بدورها إلى ارتفاع نسب البطالة وانخفاض الدخل، وبالأخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ولا سيما العاصمة دمشق.

وأصبح مشهد طوابير الانتظار في العاصمة مشهدا مألوفا يعكس الحالة التي يعيشها المواطن، حيث أن المواطنين يصطفون في طوابير غاز ووقود وخبز.. إلخ لأوقات طويلة، بات مشهدا من عناصر الحياة اليومية في دمشق.

فقد تعرَّض الاقتصاد إلى تغيرات بنيوية واسعة، وكانت حصة المدينة من التراجع الاقتصادي العام في البلاد كبيـرةً للغاية.

كذلك، ساهمتْ حركة اللجوء الواسعة بين السوريِّين إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى تراجع الأنشطة الاقتصادية التقليدية إلى إفراز عددٍ من التَّـبعات، كان على رأسها تغير مصادر الدَّخل الرئيسية للسُّكان.

فقد أفادت دراسة لمركز السياسات وبحوث العمليات، بأن الظروف المتدهورة في دمشق أدّت إلى زيادة اعتماد السكان بشكل حاد على مساعدات الآخرين، مشيرة إلى التحويلات من الأصدقاء والأقارب في الخارج مصدر رئيسي للدخل.

وأوضحت أنَّ 25.8% من أفراد المستطلعة آراؤهم في الدراسة، قالوا إن حوالات الأصدقاء والأقارب خارج سوريا هي أحد المصادر الرئيسية للدَّخل.

كذلك، تساهمت حوالات السوريِّين من الخارج، برفع الإنفاق بشكل واضح بالنسبة لسكان دمشق، إذ وصلت إلى 61.5% نسبة المعـتمدين على تلك الحوالات كأحد مصادر الدخل الرئيسية عند الفئة التي تنـفق بين 601 و800 ألف ليرة سورية شهرياً.

وبينما انخفضت نسبة الاعتماد على تلك الحوالات بين الفئة الأقل إنفاقاً إلى 15.5%، ظهر دورها في زيادة الإنفاق الشهري من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية للحياة، في ظل اقتـصاد متـردٍّ.

كما كشفت الدراسة أن 70.7% من العينة أفادوا بأنَّ عائلاتهم تعتمد على مصدرَين أو ثلاثة مصادرَ رئيسية للدَّخل في معيشتها، بينما قال 19.2% منهم إنَّ عائلاتهم تعتمد على مصدر وحيد للدخل.

إلى ذلك، أظهرت أن غالبية العائلات تعتمد على عمل فرد أو أكثر منها لتأمين مدخولها الرئيسي، لكنَّ البيانات أظهرت أيضاً اعتماد نِسَب مرتفعة من السُّكان على الدعم القادم من الخارج، وعلى عمل المنظمات الإغاثية داخل البلاد.

ويعني ذلك عملياً عدم قدرة الاقتصاد المحلي على تلبية احتياجات السُّكان والحاجة الماسَّة لدى قسم كبير منهم إلى المساعدة المقدَّمة من طرف آخر، سواء كان سورياً يعيش خارج البلاد، أو منظمةً إغاثية تعمل على تقديم المساعدة داخل البلاد.

بينما وصلتْ نسبة من أشاروا إلى أنَّ المساعدات العينية والنقدية المُقدَّمة من المنظمات الإغاثـية هي أحد مصادر دخلهم إلى 41.8% من أفراد العينة.