لكل السوريين

المولية.. طابع شعبي مميز من ألوان الأغنية الفراتية الأصيلة

الرقة/ صالح اسماعيل 

تتعدد ألوان الشعر العربي وتختلف من مكان إلى آخر بحسب تعدد الثقافات في كل منطقة متأثرة بالطبيعة السكانية والجغرافية التي تضفي لكل شكل ولون سماتها الخاصة.

وتعد المولية أبزر الفنون الشعبية التي انتشرت في منطقة بلاد ما بين النهرين، والتي كانت نتيجة امتزاج الشعر العربي القديم مع الأغنية الشعبية في ظل غياب لنوع موحد من أنواع الفنون الشعبية.

وعن تاريخ الأغنية الشعبية (المولية) تحدث العضو في دار التراث في الرقة، كمال الموسى قائلاً: “يعود تاريخ فن المولية إلى العصر الأموي في بدايته الأولى حيث برز الشعر المغنى، إلى أن وصل الشعر إلى مرحلة من الضعف نتيجة الصراع الحضاري، وتأثر اللغة العربية بغيرها من اللغات الأخرى كالفارسية والتركية.. إلخ، في تلك الفترة برزت المولية بشكل كبير، وأصبح مغنوها يخرجون عن القواعد الأساسية في نظم القصيدة الفصيحة، وميلهم إلى اللهجات التي انتشرت نتيجة لذلك”.

وأردف الموسى “ربما خرج المولية عن سياق اللغة العربية الفصيحة للأسباب الأنفة الذكر، ولكن إلى الآن نعمل على الحفاظ على هذا اللون كونه من الألوان الأصيلة ذات التاريخ العريق، لما لها من ذوق رفيع وانعكاس لطبيعة أهالي الرقة اللطيفة والطيبة”.

وللمولية عدة أشكال وآلات موسيقية خاصة، ومن أشكالها (النايل ـ العتابة ـ اللقاحي…الخ)، وكل نوع من هذه الأنواع يعبر عن الحالة النفسية التي جعلت الشاعر يستخدم هذا الشكل أو ذلك، للتعبير عما يجول في خلده، ومن الآلات الموسيقية المستخدمة في غناء المولية (الدف ـ الربابة ـ المزمار).

وتأثرت المولية بالألوان الغنائية المتواجدة حالياً (الشرقية ـ الغربية)، التي أدت الى تراجع لدورها بسبب ما تعرضت له المنطقة من حروب وأزمات، لتعود من جديد الى البروز مع وجود الجهات المعنية بإحياء التراث الفراتي في المنطقة من جديد.