لكل السوريين

قلة مياه الأمطار وانخفاض تخزين السدود يزيد الأعباء على مزارعي اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

أدت قلة الهطولات المطرية إلى حالة يأس أصابت فلاحي اللاذقية، وذلك لكون البساتين في المحافظة تعتمد بشكل رئيسي على مياه الأمطار، والتي ألقت بظلالها على مخزون المياه في السدود.

وتعتبر محافظة اللاذقية من أولى المحافظات السورية احتواء على الأشجار المثمرة من حمضيات وغيرها، وتعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار في فصل الشتاء، وبالتالي تحد من التكاليف على المزارع.

إلا أن قلة الأمطار التي هطلت هذا العام ستزيد المصاعب والتكاليف على الفلاح، ما يجعله أمام عقبات كبيرة قد تجعل الكثير منهم مضطرا لتحمل خسائر أخرى وإلا فإن بستانه سيتعرض للتلف وستموت الأشجار، حسب ما أكد البعض منهم.

أبو جهاد، مزارع من قرية الرامة بريف اللاذقية يقول “الهطولات المطرية للموسم الحالي قليلة جداً مقارنة بالمواسم الأخرى وهذا سيحملنا أعباء إضافية جمة ما لم يكن هناك خطط حول كيفية ضخ مياه السدود للأراضي الزراعية”.

ويضيف “المياه الجوفية والينابيع والآبار قليلة جداً، وفي هذا الموسم برز بشكل واضح ضعف الإنتاج الزراعي وخاصة تلك المحاصيل المعتمدة على هطول الأمطار ولا أحد منا يقلل أهمية السدود باعتبارها أحد الموارد المائية الهامة لنا عبر خطوط الري التي تقوم بسقي كافة محاصيلنا الزراعية”.

ويقول حسين، وهو صاحب حقل يزرعه بالقمح في أغلب المواسم الشتوية، إن قلة الأمطار والمياه تعد مشكلة بحد ذاتها لكافة الفلاحين والمزارعين وبدون الري تعتبر حقولنا أكثر عرضة للمخاطر وتميل إلى أن تكون أقل إنتاجية”.

ويضيف “يكون الري بشكل منظم لا أن يكون متناقضاً بين قرية وأخرى، ففي الوقت الذي تنعدم بعض القرى فرص توفر الري الخاصة بالزراعة تكون هناك قرى يبقى الري فيها مستمراُ وبشكل دوري ومباشر، فلماذا لا يكون هناك خزانات مياه كبيرة تنظم توزيع الري على الأراضي بشكل عام. واليوم لا يمكننا الاستخدام المزدوج ما بين مياه السدود والمياه الجوفية كون الأخرى لا تتوفر بشكل طبيعي”.

وتعيش سوريا أزمة خانقة على المستوى الزراعي، فقلة الهطولات المطرية هذا العام ساهمت بعدول الكثير من المزارعين على زراعة أراضيهم، في حين أن الطامة الكبرى ملقاة على عاتق أصحاب البساتين المثمرة، والذين إن خفضوا سقايتها فإنهم سيكونون أمام خسائر كبرى في ظل الوضع المعيشي الذي تعيشه البلاد.

وتعرضت بساتين الساحل السوري العام الماضي لحرائق كبيرة امتدت من مناطق الساحل ووصلت حتى إدلب شمال غربي سوريا.