لكل السوريين

فارس سلطجي.. مدرسة حراس المرمى السوريين بكرة القدم

تقرير/ حسين هلال

كان من أبرز حراس مرمى كرة القدم السورية, حيث لمع نجمه خلال فترة الستينات, وانتشرت شهرته بشكل واسع في الملاعب العربية وخاصة في بطولة كأس العرب التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد في عام 1966, حيث كانت المباراة النهائية التي خسرتها سوريا أمام العراق بهدفين مقابل هدف واحد.

وقد  شهدت هذه المباراة تألق الحارس فارس سلطجي، الذي تصدى للعديد من الفرص المباشرة لنجوم المنتخب العراقي وانقذ مرماه من عدة أهداف محققة, وقد لعب خلال هذه البطولة مع المنتخب 7 مباريات, ولم يتلقى مرماه سوى هدفين، وحصل على لقب أفضل حارس عربي في البطولة.

ولمعرفة المزيد من المعلومات عن أحد أساطير كرة القدم السورية القدامى الحارس الفذ فارس سلطجي, نذكر بأنه ولد في حي القنوات بدمشق في عام 1941، وكانت بداية حياته الرياضية وممارسته لكرة القدم  ضمن فريق ثانوية دمشق الوطنية, التي كانت تضمّ عدداً من اللاعبين المعروفين، ومن أشهرهم: محمد عزام، أحمد جبان، أحمد عليّان، أحمد طالب تميم، لطفي كركتلي، فارس حنا، ثم انضم بعد ذلك إلى نادي بردى شيخ الأندية السورية, الذي كان يعتبر من أعرق الأندية السورية, ولعب معه مدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى نادي الجيش في عام 1960, الذي كان يضم نخبه من نجوم كرة القدم السورية أمثال أفاديس كولكيان، وموسى الشماس، ومظفر عقاد، ويوسف محمود، وحافظ أبو لبادة، أواديس، حنين بتراكي، ومحمد عزام، ومروان دردري، وطارق علوش، وسمير سعيد، وجوزيف شهرستان وغيرهم.

واستمر معه لمدة 13عاماً, وخلال تلك الفترة شارك مع نادي الجيش في كافة مبارياته والبطولات العسكرية, التي شارك فيها كذلك مثل منتخب سوريا الوطني في كافة اللقاءات الودية والرسمية, وكانت تزور سوريا في تلك الفترة عدد من الأندية الأوربية القوية, كفريق ستيوا الروماني، وسبارتاك موسكو، وفرق روسية دينامو موسكو، شختارو الروسي, وفرق من بلغاريا.

وتعثرت مسيرته الكروية بعض الشيء, حيث تعرض لإصابة بالغه غضروف بالركبة في بداية السبعينيات, ونظراً لعدم وجود أطباء اختصاصيين في تلك الفترة, قام نادي الجيش بإرساله إلى رومانيا, وتم استقباله من قبل نادي ستيوا الذي كانت تربطه علاقات تعاون مع نادي الجيش، فتمت معالجته هناك وأجرى العملية اللازمة.

وبعد تألقه بكأس العرب, تلقى عدة عروض من فرق أجنبيه وعربية, واعتذر منها جميعاً لالتزامه مع ناديه فريق الجيش والمنتخب الوطني, لكنه بعد ذلك تعاقد مع أحد الأندية الكويتية للعب معها, لكنه لم يستمر طويلاً فيها لأنه لم يشعر بالراحة النفسية للعب خارج سوريا, فعاد ليكمل مشواره مع نادي الجيش، الذي استمر حتى عام 1973 وبعد اعتزاله لم يغادر ميدان اللعبة بل استمر فيها عندما كلف بتدريب حراس المرمى في ناديه والمنتخب الوطني, وعلى مدى فترة طويلة تخرج العديد من الحراس علي يديه.

وكان له رأيه في هذه المهمة, يتلخص بأن مهنة تدريب الحراس بحاجة لمدرب له خبرته الطويلة, وماضيه التليد بين القوائم الثلاث, لأنه الأقدر على إعطاء أسرار المهنة إلى الحراس الواعدين والصاعدين, فالفريق ومهما زادت قوته وتكامل بالصفوف والنجوم لن ينجح مالم يمتلك الحارس القوي الذي يعطي الثقة والطمأنينة والقدرة.

ومن الحوادث النادرة خلال مسيرته الكروية الطويلة اثناء مشاركته في المباراة النهائية بكأس العرب أمام العراق, فقد أبدع في هذه المباراة بالذود عن مرماه ودوخ اللاعبين العراقيين, فقاموا بعد المباراة بإلقاء الأناشيد عليه, ومنها هذا الكأس يلمع وعيونكم تدفع، هذا الكاس يحكي، والسلطجي يبكي.

وفي حادثة نادرة من نوعها, قام العراقيين بطبع صورته على أغلفة علب التمر العراقي, واطلقوا عليه لقب نجم التمر

بقي أن نشير أن الحارس فارس السلطجي، فارق الحياة عن عمر ستة وسبعين عاما وذلك في عام 2018.