تقرير/ بسام الحمد
عانت سوريا بشكل كبير خلال السنوات الماضية من التأثير السلبي للتغير المناخي، الذي انعكس سلباً على الموارد المائية والأراضي الزراعية وأراضي البادية الرعوية، وأثرت سنوات الجفاف بشكل سلبي على مختلف القطاعات الزراعية والحيوانية والبيئية في حمص وحماة، وباتت هذه الحالة تهدد معيشة المزارعين ومربي المواشي بشكل مباشر.
وأُجبر العديد من المزارعين في أرياف حمص وحماة لا سيما الشرقية على ترك أراضيهم أو تقليص المساحات الزراعية والاعتماد على زراعات ثانوية ذات دورة قصيرة وتكاليف أقل، كما اضطر مربو الماشية إلى تخفيض عدد الأغنام والأبقار بسبب قلة المراعي.
وتعرضت الثروة الحيوانية لأضرار كبيرة بسبب قلة المراعي وارتفاع تكاليف الأعلاف، حيث انخفض عدد رؤوس الأغنام والماشية ما يعكس حجم الأزمة التي يواجهها المربون.
وتركت قلة الأمطار بين عامي 2020 و2022 تأثيرات كارثية على المخزون المائي، مما أدى إلى جفاف الأنهار، مثل نهر الخابور وروافده، وتوقف المشاريع الزراعية المرتبطة بها. كما أن البادية السورية تشكل حالياً نحو 55% من مساحة البلاد، إلا أنها تشهد تدهوراً كبيراً في الغطاء النباتي وتراجعاً في الحمولات الرعوية.
وتزامن التدهور مع انخفاض حاد في مستوى المياه الجوفية، الذي ظهر بشكل جلي خلال هذا العام نتيجة انحباس الأمطار، وخاصة في ريف حماة الشرقي، حيث جفّت العديد من الآبار في شهري آب وأيلول، وتراجع عمق المياه الجوفية في بعض المناطق إلى 100 متر بعد أن كان 50 متراً.
ويشير مسؤولون إلى أن الشدات المطرية العالية التي شهدتها بعض المناطق مثل مصياف، أثّرت سلباً على المحاصيل الزراعية، فقد شهدت المنطقة هطلات مطرية بلغت نحو 100 ملم في يوم واحد خلال شهر أيار، وهو ما يعادل نصف معدل الهطلات السنوي لبعض المحافظات مثل دمشق.
ويقولون إن ظاهرة غزو الجراد الصحراوي والعواصف الغبارية التي كانت في السابق تأتي من الدول المجاورة، اليوم أصبحت تنطلق من داخل سوريا نفسها، وفقاً للعديد من الدراسات.
وأدّت هذه الظواهر إلى تراجع الإنتاج الزراعي، وخاصة في الزراعات البعلية والزيتون، حيث تضررت أزهاره نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
كما انخفض إنتاج القمح في المناطق المروية إلى أقل من طنين في الهكتار الواحد، بعد أن كان يتراوح بين 5 و7 أطنان.
ويحذر خبراء خطر تدهور الكربون المحجوز في التربة، الذي يُعد وجوده دليلاً على صحة الأراضي الزراعية، إذ أن هذا التدهور جاء نتيجة التغير المناخي والممارسات الزراعية الخاطئة.